تمارين الأيروبكس كعلاج لالتهاب المفاصل
يشجع مرضى التهاب المفاصل على إنقاص الوزن وممارسة الرياضة كعلاجات رئيسة لحالتهم، ويمكن في الوقت ذاته، لتمارين “الأيروبكس” كالمشي، إضافة إلى تمارين القوة، أن تخفف الأعراض وتحسن من نوعية الحياة.
وتوضح إرشادات جديدة لهيئة “خدمات الصحة الوطنية”، صادرة عن “المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية” بالمملكة المتحدة, أنه يجب إبلاغ الأفراد الذين يعانون زيادة الوزن أنه يمكن تقليل آلامهم إذا تخلصوا من الكيلو جرامات الزائدة.
وتشير الإرشادات إلى أن القيام ببرامج التمارين الرياضية قد يزيد الألم سوءاً في البداية، لكنه يجب أن يستقر لاحقاً. وتعطي أيضاً توصيات في ما يتعلق باستخدام العقاقير، كاعتماد “أدوية مضادات الالتهاب غير إستيرويدية”. لكنها لا تنصح بالـ”باراسيتامول” أو الـ”غلوكوسامين” أو المواد الأفيونية القوية.
وينبه “المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية” Nice إلى خطر الإدمان على المواد الأفيونية القوية، في وقت تشير أدلة جديدة إلى وجود فائدة قليلة أو معدومة لبعض الأدوية عندما يتعلق الأمر بنوعية الحياة ومستويات الألم.
وبحسب الإرشادات، يطلب من الأطباء أن يشخصوا بأنفسهم هشاشة العظام ( وهو الشكل الأكثر شيوعاً لالتهاب المفاصل) من دون مزيد من الفحوصات للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 45 عاماً والذين يعانون آلام المفاصل المرتبطة بنشاطهم.
كما ينبغي ألا يشعر المرضى بالتصلب الصباحي للمفاصل، أو بالتيبس الصباحي الذي لا يدوم أكثر من 30 دقيقة حتى يتم تشخيصه بهذه الطريقة.
وتنص مسودة التوجيهات على أنه يمكن تقديم برامج تمارين مصممة خصيصاً للأفراد، مع توضيح أن “القيام بتمارين منتظمة ومتسقة، على الرغم من أنه قد يسبب ازعاجاً وحالاً من عدم الراحة في البداية، إلا أنه سيكون مفيداً لمفاصلهم”.
وتضيف أن التمارين على المدى الطويل تزيد أيضاً من الفوائد. أما عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن، فسيتم إبلاغ الأشخاص بأن “أي مقدار من إنقاص الوزن من المرجح أن يكون مفيداً، لكن خسارة 10 في المئة من وزن الجسم من المرجح أن يكون أفضل من خسارة 5 في المئة فقط”.
ويمكن في المقابل إحالة أشخاص إلى عمليات استبدال مفصل الورك لديهم أو الركبة، إذا لم يكن ممكناً التعامل مع حالتهم بطرق أخرى، وينبغي ألا يتم إرجاء الإحالات بسبب العمر أو الجنس أو السمنة.
وقال الدكتور بول كريسب، مدير مركز الإرشادات في نيس (المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية): “هشاشة العظام يمكن أن تسبب عدم ارتياح الناس وتمنعهم من القيام ببعض أنشطتهم اليومية العادية”.
“ومع ذلك، هناك أدلة تظهر أن تقوية العضلات وتمارين الأيروبيك يمكن أن يكون لها تأثير ليس فقط على إدارة الحالة، ولكن أيضاً على تزويد الأشخاص بنوعية حياة أفضل”.
ويضيف كريسب أنه “قد يكون الشروع في هذا المسار غير مريح بالنسبة إلى بعض الأشخاص في البداية، لكن يجب دعمهم وتزويدهم بالمعلومات الكافية لمساعدتهم على التعامل مع حالتهم خلال فترة طويلة من الزمن”.
ويتابع قائلاً: “فيما تظل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الموضعية وفي بعض الأحيان الفموية، خياراً علاجياً مهماً لالتهاب المفاصل التنكسي، فقد اتخذنا قراراً بعدم التوصية باستخدام بعض مسكنات الألم، كالـ”باراسيتامول” وبعض المسكنات الأفيونية لعلاج هذه الحالة”.
وأوضح أن السبب في ذلك يعود إلى أن “الأدلة الجديدة أظهرت أن هناك فائدةً قليلة أو معدومة مترتبة على تحسين نوعية حياة الناس، أو تخفيف ألمهم أو شعورهم بضيق نفسي، ولا سيما في حالة تناولهم مواد أفيونية قوية، وهناك دليل على أنها يمكن أن تسبب ضرراً لهم على الأمد الطويل، بما في ذلك الإدمان المحتمل عليها”.
يذكر أن أكثر من 10 ملايين شخص في المملكة المتحدة يعانون التهاب المفاصل أو غيره من الحالات المماثلة التي تؤثر على المفاصل. أما أكثر أعضاء الجسم تضرراً فهي الركبتان والوركان والمفاصل الصغيرة في اليد.