“تقييد الحركة”.. برنامج تأهيلي يحقق نتائج مبهرة في جمعية الأطفال ذوي الإعاقة بالرياض
استطاعت جمعية الأطفال ذوي الإعاقة التابعة لمركز الملك فهد بالرياض التوصل إلى برنامج علاجي حديث نسبياً يتم تطبيقه في مركز الجمعية بالرياض منذ نحو خمس سنوات ويطلق عليه “العلاج بتقييد الحركة” أو “العلاج بتحفيز الحركة المقيدة”!! وهو برنامج تأهيلي يستخدم في العلاج الوظيفي ويهدف الى تحسين حركة وعمل الطرف العلوي المتضرر من خلال تقييد حركة الطرف السليم . “وتضيف ” ويحاول البرنامج تعزيز وظيفة اليد المتضررة باستخدام ممارسة مكثفة ومتكررة لليد المتضررة في حين يتم تقييد اليد الأقل تضرراً، وذلك استناداً إلى نظرية (التعلم المستند الى الدماغ)، وهي إجبار الشخص على استخدام الطرف المتأثر من خلال حركات مفيدة من العمل ويسمى هذا بالتكييف .
وحول حيثيات تطبيق هذا النوع من العلاج تقول أخصائية العلاج الوظيفي بمركز الملك فهد بالرياض فاطمة أبو حمده: “يستمر الأطفال في النمو والتطور، ومع دخولهم مراحل جديدة من الحياة سوف تتعدد مطالبهم ، ومن ثم تنمو احتياجاتهم لاستخدام أطرافهم العلوية باستمرار .
وبرنامج العلاج بقيد الحركة سيكون وسيلة مساهمه في تطور وتحسن قدرات الطفل “.
وعن آليه تطبيق البرنامج تقول اخصائية العلاج الوظيفي “تم تطبيق البرنامج 6 مرات بمركز الرياض، حيث يتم استقبال الطفل فيها يوميا لمده 6 اسابيع يتخللها جلسات علاج وظيفي لمده 4 ساعات يوميا و مجموعه علاجية اسبوعية وتشمل الفئات المستفيدة من البرنامج الأطفال من سن عامين الى 12 عاماً، والذين يعانون من الشلل الدماغي ، شلل نصفي، أو شلل الضفيرة العضدية، أو الإعاقات الأخرى التي تؤثر على ذراع أو يد واحدة وإصابات في الدماغ وفقاً لشروط منها.. ألا يستخدم المريض أي أجهزة مساعدة بما في ذلك أجهزة السمع. وأن يكون العمر العقلي مناسب مع العمر الزمني.
وأن يكون المريض منتظم الحضور في جلسات العلاج الوظيفي بالجمعية وتبدأ مراحل تنفيذ البرنامج بتولي الفريق المعالج تقديم محاضرة للآباء والأمهات عن البرنامج وأليته وطريقة تطبيقه وشروطه، ومن ثم يتم تقييم الطفل بشكل مفصل، مع توثيق قدراته من خلال فيديو لتقييم مدى تحسنه قبل البرنامج وبعده .
ويتم وضع خطط فردية للعلاج وتناقش الاخصائية مع الاهل ما يتوقعون الحصول عليه من البرنامج. ويتم استخدام الجبس كنوع من أنواع المقيدات للذراع الاقوى ويتم وضعه مرتين خلال 6 اسابيع بحيث يتخللها استراحة لمدة يومين بعد 3 اسابيع من بدء البرنامج .ويتم ارشاد الاهل باستخدامه والمحافظة عليه. ويتخلل ذلك جلسات علاج وظيفي فردية يوميا لمدة 4 ساعات خلال 6اسابيع لتشجيع وتمارين للطفل على مهارات الحياة اليومية ( تحضير الافطار – تفريش الاسنان – استخدام دورة المياه –غسيل اليدين …ألخ ). ومشاركة الطفل في مهارات اجتماعيه وتطويريه واستخدام الأجهزة الالكترونية والحاسب الالي لتشجيعه اعتمادا على قدراته وعمره . كما يتم اعاده تقييم لتطور وتحسن الطفل وتحديد البرامج المنزلية لاستمرار المتابعة.
وعن مردود البرنامج ، تقول اخصائية العلاج الوظيفي ” يسهم البرنامج في تحسين المدى الحركي للأطراف العلوية وتحسين قوة العضلات ، وزيادة كمية استخدام الذراع الأضعف وتحسين نوعية الحركة وزيادة الحافز لاستخدام ذلك الذراع في وظيفة، والتوقف عن إهماله ،تحسين وضعية المفاصل، وتقليل الاعتماد على الأجهزة المساعدة والجبائر، تحسين الاستقلالية في المهام اليومية، وتؤكد الاخصائية على أن دور الوالدين يمثل عنصراً رئيساً في إنجاح البرنامج، خاصة على صعيد تنفيذ المهام في المنزل خلال البرنامج وبعده. ويحتاج الآباء إلى أن يكونوا حازمين أثناء العلاج ولا ينبغي أن ننتظر حركة الكمال بالنسبة للأيدي ولكن علينا متابعة تحسن الوظيفة في استخدامها ..
وخلال الأسبوع الأول من العلاج يلاحظ احباطاً أو تغيير السلوك بسبب انخفاض الاستقلالية، ولكن يجب على الآباء والأمهات دعم وتشجيع الطفل مع التعزيز الإيجابي. خاصة وأن لكل طفل قدرات مختلفة ومستويات مختلفة من الوظائف. يجب على الآباء عدم مقارنة طفلهم بغيره .
والمتابعة المنزلية من قبل الأهل وتطبيق التمارين المستخدمة والمقدمة من قبل اخصائية العلاج الوظيفي أحد اهم العناصر في تحسن الحالة وتطورها . وتختتم كلامها قائلة ” من المهم أن نلاحظ أن القيد العلاج الحركة الناجم لا يمكن استعادة الذراع واليد إلى نفس المستوى كما الجانب غير المتضررة. على الرغم من أن التحسينات يمكن أن تكون كبيرة ولها تغيير دائم على قدرات الطفل الوظيفية، وسوف يكون هناك بعض العجز في الطرف العلوي الناتجة عن الاصابة العصبية الأصلية.