تقنية مستوحاة من جلد الدلفين لتوفير الوقود وتقليل الانبعاثات في سفن الشحن
في تطور علمي مبهر، ابتكر معهد نينغبو لتكنولوجيا وهندسة المواد (NIMTE) مروحة جديدة مطلية بمادة تحاكي جلد الدلفين، مما يعد بتحقيق تقليل كبير في استهلاك الوقود والانبعاثات في سفن الشحن الكبيرة.
لطالما نظر العلماء والمهندسون إلى الدلفين كنموذج لبناء مركبات مائية سريعة وفعالة. بفضل البنية المجهرية الفريدة لجلد الدلفين وخصائصه المتميزة، يمكن لهذا الحيوان الانسياب عبر الماء بكفاءة عالية، مما جعله هدفاً للدراسة والتقليد.
وفيما يُعرف بمفارقة غراي، لاحظ المهندسون أن الدلافين تستطيع السباحة بسرعات تتجاوز المتوقع رغم قوة عضلاتها التي تعادل قوة عضلات الإنسان. وأظهرت الدراسات أن جلد الدلفين يولد طبقة رقيقة من التدفق الصفحي، مما يقلل من الاحتكاك ويسمح للمياه بالانسياب بسهولة.
اليوم، تطبق NIMTE هذا المفهوم على مراوح السفن، حيث يتم طلاء المراوح بمادة تشبه جلد الدلفين، مكونة من مواد ديناميكية مرنة ببنية مجهرية تتراوح بين 0.1 و0.2 ملم. اختبرت NIMTE هذه المراوح على ناقلة خام كبيرة جداً (VLCC) بقدرة 300 ألف طن، وحققت نتائج مذهلة.
خلال اختبارات استمرت لأكثر من 200 يوم وغطت 35 ألف ميل بحري، حققت المراوح توفيراً بنسبة 2% في استهلاك الوقود، مما يعادل وفورات تصل إلى 140 ألف دولار سنوياً، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 900 طن.
يعتبر تطبيق هذه التقنية على مراوح السفن خطوة هامة نحو تحقيق كفاءة أكبر في استهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات الضارة، مما يسهم في حماية البيئة وتحقيق توفيرات مالية كبيرة في قطاع الشحن البحري.