الصحة المستدامة

تقاوم السرطان وتُزيد القدرة الجنسية.. “الحلبة” .. نبتة سحرية تساوي وزنها ذهباً!

“الحلبة” نبات حولي عشبي شتوي من الفصيلة القرنية، وتتكون بذرتها من 28% من مادة غروية موجودة في الأندوسبرم، و22%بروتينات، و6%زيت ثابت بالإضافة إلى تريجونلين وكولين، و395 ملليغرام كالسيوم، 51 ملليغرام فوسفات، و16.5ملليغرام حديد، 52 ملليغرام من فيتامين (ج)، و اوكسلات بوتاسيوم بالإضافة إلى كمية من فيتامين (ب) المركب وأحماض حيوية.

وعرف العرب نبات “الحلبة” وفوائده الصحية منذ القدم، وقد جاء  في  قاموس “الغذاء والتداوي بالنبات” أن الأطباء العرب كانوا ينصحون بطبخ “الحلبة” بالماء لتليـيـن الحلق والصدر والبطن ولتسكين السعال وعسر التنفس والربو، كما أنها مفيدة للأمعاء والبواسير، ونظرا لفوائدها العديدة فقد قال فيها الأطباء :”لو علم الناس منافعها لاشتروها بوزنها ذهبا”، وقال العالم الانجليزي كليبر “لو وضعت جميع الأدوية في كفة ميزان ووضعت “الحلبة” في الكفة الأخرى لرجحت كفة “الحلبة”.

مقوية للجنس

في الطب الحديث تبـيّـن من تحليل “الحلبة” أنها غنية بالمواد البروتينية والفسفور والمواد النشوية، وهي تماثل في ذلك زيت كبد الحوت, كما تحوي أيضا مادتي الكولين والتريكونيلين، وهما يقاربان في تركيبهما حمض النيكوتينيك وهو أحد فيتامينات (ب) , كما  تحتوي بذورها على مادة صمغية وزيوت ثابتة وزيت طيّار يشبه زيت اليانسون.

و”الحلبة” يمكن أن تؤكل مطبوخة للتغذية وفتح الشهية ولزيادة الوزن, كما يشرب مغليها لعلاج الاضطرابات المعدية والصدرية، وتعطى للفتيات في زمن البلوغ لتنشيط الطمث, وكذلك لفقر الدم ولضعاف البنية والشهية وللنحفاء، وقد وصفها الأقدمون مع العسل ضد الإمساك المزمن، ولأمراض الصدر والحلق والسعال والربو والبلغم والبواسير والضعف الجنسي , كما تفيد في إزالة الكلف من الوجه.

وتحتوي “الحلبة” على زيت طيّار يتكون  من سيسكوتربينات هيدروكربونية ولاكتونات والكانات، كما تحتوي على كمية كبيرة من البروتين بنسبة 28.91% ومواد دهنية ونشا، وتحتوي على الفوسفور وقلويدات مثل الكولين والترايجونيلين ومواد صمغية وزيوت ثابتة ومواد صابونية وستيرولات، ومواد سكرية ذائبة مثل الجلاكتوز والمانوز، وتعتبر مصدرا أساسياً للسبوجنين والتي تعد أساسية في بناء الستيرويدز، وتحتوي “الحلبة”  أيضا على مركب الدايزوجنين والياموجنين.

وكشفت الدراسات الحديثة أن بذور “الحلبة” تحتوي على مواد منشطة للرغبة الجنسية مثل مادة ترايميثيلامين Trimethylamine، وقد وجد أن لهذه المادة مفعول الهورمونات الجنسية في ضفادع التجارب، وعند شرب “الحلبة” بغرض زيادة الرغبة الجنسية لابد أن يكون ذلك يومياً، ويفضل أن تحلى بعسل النحل بدلاً من السكر الأبيض مع إضافة قليل من عصير الليمون.

وبالإضافة إلى ذلك فقد ثبت علميا أن للحلبة تأثيراً على تقوية غدد الثديين والمساعدة على إدرار اللبن، ويستخدم زيت “الحلبة” في بعض دول أوروبا لنمو الثديين، وهو من أهم علامات الأنوثة عند المرأة، ولذلك يُنصح باستخدام زيت “الحلبة” للفتيات في سن المراهقة واللواتي يعانين من هزل وضعف الثديين، كما ثبت أن للحلبة النابتة قيمة غذائية كبرى، حيث تحتوي على مجموعة كبيرة من الفيتامينات، وزيتها يسبب زيادة في لبن المرضع.

مقاومة للسرطان

ومن الفوائد الصحية للحلبة أيضاً علاج سقوط الشعر، وهو من المشاكل التي تؤرق الرجال والنساء معا، وقد ثبت علميا أن امتصاص الجسم للحلبة الخضراء أكبر بكثير من امتصاصه للحلبة المجففة. وتضم “الحلبة” مجموعة من الأحماض الأمينية والبروتينات, والتي لها دور كبير في تخفيض نسبة الدهون في الدم “الكوليسترول” وبالتالي فإنها تقلل من ضغط الدم، وقد يكون ذلك هو السبب المباشر الذي يجعل للحلبة تأثيراً قوياً في زيادة قوة بصيلات الشعر، وتقليل فرص سقوطه.

وقد أصبح نبات “الحلبة” من بين الأغذية العلاجية التي تهتم بها الدراسات العالمية بعد اكتشاف وجود مادة الجالاكتومانان، والتي تخفض نسبة السكر والكوليسترول في الجسم ما يفيد مرضي السكري والأصحاء أيضا ، لذلك لم يكن غريبا أن تتنافس الشركات العالمية وتقدم لأول مرة في أحدث المعارض الغذائية الدولية في الولايات المتحدة مستحضر “الحلبة” الخالي من رائحتها، لاستخدامه في إنتاج مخبوزات صحية لمرضي السكري‏.

وهذه الفائدة الصحية للحلبة كانت معروفة قديما في مصر‏,‏ ومازالت ربة المنزل المصرية في بعض المناطق الريفية تتمسك بإضافة “الحلبة” ضمن خلطة تحضير الخبز، وبخاصة المحتوية علي دقيق الذرة، للاستفادة من فوائد “الحلبة” ولرفع قيمة الخبز الغذائية وجعله متماسكا ومقاوما للعفن والفساد ما يزيد من مدة صلاحيته للاستهلاك المنزلي‏,‏ ومع فائدة “الحلبة” في خفض السكر والكوليسترول، وما هو معروف عنها من زيادة إدرارها للبن الأم المرضع وتخفيفها لأعراض الدورة الشهرية وآلامها‏,‏ فإنها عالية القيمة الغذائية‏,‏ ذلك أن خمس تركيبها بروتين مفيد‏,‏ وربع تركيبها ألياف‏,‏ وتحتوي علي‏7%‏ زيوتا صحية وغنية بالحديد‏.

ونبات “الحلبة” من أهم المواد التي تسهم في مقاومة الجسم للسرطان بأنواعه‏,‏ فقد ثبت أنها تكافح السرطان خاصة سرطان المعدة والجلد والقولون والمستقيم، وقد اكتشف أنها مع زيت الأراك (السواك) علاج فعال لسرطان الرحم عند النساء، ويقول الدكتور فاكس جيرسون مؤلف كتاب “علاج السرطان” إنه شاهد على اختفاء مرض السرطان من امرأتين بعد استعمال كمية كبيرة من “الحلبة” وهذا يرجع إلى أن “الحلبة” تحتوي على هرمونات، وبعض سرطانات الثدي تستجيب للهرمونات.

كما يسهم نبات “الحلبة” في تنظيف الدم من السموم وتنشيط بعض الغدد وتقوية بعض الأعضاء الداخلية في الجسم كالقلب والكليتين والكبد‏,‏ وإن كان لنبات “الحلبة” بعض المخاطر الصحية إذا تمت المواظبة علي تناوله لفترات طويلة، فبعد ‏8‏ أشهر من تناوله بانتظام قد يصاب الجسم بإفراط في المعادن.

زر الذهاب إلى الأعلى