ابتكاراتالبيئة والطاقة المستدامة

تجربة زراعة الفواكه الاستوائية في اليونان: مستقبل الزراعة في مواجهة التغير المناخي

في قلب شبه جزيرة البيلوبونيز باليونان، ينطلق مشروع جديد يسعى للتكيف مع تحديات التغير المناخي من خلال زراعة أنواع فواكه غير مألوفة في هذه المنطقة. ما كان يُعدّ سابقًا مستحيلاً أصبح واقعًا؛ فالفواكه الاستوائية مثل المانجو، والأفوكادو، والليتشي، والشيريمويا بدأت تزدهر في الأراضي اليونانية، والتي تشتهر تقليديًا بزراعة الزيتون.

المزارع بانوس أداموبولوس، الذي يملك مزرعة في جنوب غرب اليونان، يتطلع بتفاؤل إلى مستقبل هذه الفواكه الجديدة، رغم أنها لم تكن جزءًا من المشهد الزراعي التقليدي في البلاد. يشير بانوس إلى أن هذه التجربة العلمية تهدف إلى استكشاف قدرة هذه الفواكه على مقاومة الظروف المناخية القاسية التي أصبحت شائعة في اليونان ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. مع تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، أصبحت بعض الفواكه التي تنمو في آسيا أكثر ملاءمة للزراعة في المنطقة.

التكيف مع التغير المناخي

تشير الباحثة الزراعية تيريزا تزاتزاني، من منظمة “ديميتر”، إلى أن الهدف من التجربة هو إيجاد حلول زراعية تستطيع الاستفادة من التغير المناخي بدلاً من معارضته. الفواكه مثل المانجو والأفوكادو، التي تحتاج إلى كميات أقل من الماء وتتحمل درجات الحرارة العالية، قد تكون جزءًا من الحل. وبالفعل، بدأت أشجار المانجو والأفوكادو تزدهر في مزارع مثل تلك التي يملكها بانوس، والتي تمتد على مساحة 80 هكتارًا.

تحديات وفرص

على الرغم من التفاؤل، تواجه هذه التجربة تحدياتها الخاصة. المزارع ثيودوروس ديميتراكاكيس، الذي يشارك أيضًا في التجربة، يرى أن الفواكه الاستوائية قد تأخذ “سنوات” حتى تصبح مربحة. وأوضح أن زراعة الزيتون التقليدية، التي تعتمد عليها معيشته، تعاني من آثار التغير المناخي، حيث انخفض إنتاجه بنسبة 60% العام الماضي بسبب الجفاف والحرارة الشديدة.

المستقبل الزراعي في البحر المتوسط

التجربة ليست محصورة في اليونان فقط. دول مجاورة مثل إيطاليا بدأت تجارب مماثلة في صقلية لزراعة المانجو والموز. من المتوقع أن تواجه منطقة البحر الأبيض المتوسط المزيد من التحديات المناخية في المستقبل، حيث تشير الدراسات إلى أن هذه المنطقة ستكون واحدة من “البؤر الساخنة” للتغير المناخي، مما يجعل الحاجة إلى التكيف أمراً ملحاً.

تفتح تجربة زراعة الفواكه الاستوائية في اليونان بابًا جديدًا أمام المزارعين لمواجهة التحديات المناخية. بينما تظل هذه الفواكه مكملة للزراعة التقليدية مثل الزيتون والبرتقال، إلا أنها تمثل بارقة أمل في ظل التغيرات البيئية السريعة.

زر الذهاب إلى الأعلى