الدمج والإعاقة

بالفيديو: رُبى الرياحي.. كفيفة أردنية في بلاط صاحبة الجلالة

لم يكن فقدان الشابة الأردنية رُبى الرياحي بصرها، حاجزاً بينها وبين دخول أبواب التميّز، أو عائقا أمام عملها في الصحافة الأردنية. ولم يكن طريق رُبى سهلا بالبداية، واجهت بعض المصاعب بمهنة “المتاعب”، لكنها اجتازتها لأنها آمنت بذاتها، ووثقت بلغتها الانسانية وكتاباتها التي لامست لفترة حياة فئة ذوي الإعاقة وتحدثت بلسانهم وكل ما يعيق حياتهم، لتنتقل بعد ذلك للكتابة بمختلف المواضيع الاجتماعية، وتنقل هموم الشارع، لتصبح صحافية شاملة.

وفى فبراير 2019 وقفت “رُبي” لتؤدي اليمين كعضو في نقابة الصحفيين الأردنيين، لتكون أول صحافية كفيفة في الأردن. جاء ذلك بعد سبع سنوات اختزلت خلالها الكثير من المشاعر، حتى أصبحت أكثر ثقة بطموحاتها وقدراتها. استطاعت “ربى” أن تشكل صورة إيجابية مشرقة للكثير من الأشخاص ممن يملكون طموحات وأحلام وقدرة على العطاء، واثبات الذات.

“الرياحي”، وبتحديها الذي حطم عقبات الوصول إلى الهدف المنشود، شجعت الكثير من مثيلاتها الكفيفات في الأردن والعالم العربي، على تخطي الصعاب.

وتعتبر “ربى” أن أفضل أوقاتها يكون عند زيارتها لمدرستها الثانوية السابقة، وهي أول مدرسة للمكفوفين في الأردن، حيث تتحدث للطالبات عن تجاربها، لتبعث فيهم الأمل لعدم التخلي عن أحلامهن والعمل على تحقيقها.

وتحكى عن تجربتها قائلة: “إحنا بحُكم إنه فئة ذوي الإعاقة، دائماً بينظروا لها إنه هي فئة بتحتاج للمساعدة دائماً، فئة يمكن إنه بيستغربوا أي حركة منهم أو أي نجاح منهم. فكنت أنا حاسة بمسؤولية، حتى أعكس صورة مشرقة عني أو عن غيري. إنه نحن نقدر نعمل أي شيء بدنا إياه، إذا عندنا الإرادة وعندنا العزيمة وتقدم لنا الفرصة المناسبة لحتى نكون موجودين بالمجتمع ولنا بصمة مميزة”.

وتضيف: “انتسابي للنقابة كان يعني هو ثمرة هذا الجهد اللي أنا بذلته خلال سبع سنوات متواصلة بشغلي في جريدة الغد، والتحديات الكثيرة اللي أنا واجهتها والصعوبات. ويمكن كمان كتير عقبات وقفت شوية بطريقي، بس الحمد لله أنا بمساعدة الأشخاص اللي حولي قدرت إني أتجاوزها”.

ولعبت التكنولوجيا دورا كبيرا في مساعدة “ربى” على أداء مهام عملها. فهي تستخدم تطبيقات وبرامج تحول النصوص المكتوبة لنصوص مسموعة لها.

وهي تقول عن ذلك: “طبعاً التكنولوجيا يعني هي حلت لي كتير أشياء، الآن أنا بأكتب على الكمبيوتر العادي، بأفرغ مادتي بالكامل لحالي بدون مساعدة حدا. أنا آخدة دورة (حاسوب)، بأعرف كل شيء بالكمبيوتر. كمان التليفون كتير ساعدني إنه بسجل لي كل شيء، المكالمات، بأقرأ أي رسالة بتوصلني مثلا”.

وتستمتع ربى الرياحي بالكتابة عن قصص لأُناس تكون مُلهمة لآخرين مع التركيز على قصص ذوي الإعاقة وكفاحهم.

ومن بين أفضل أوقات ربى زيارتها لمدرستها الثانوية السابقة، وهي أول مدرسة للمكفوفين في الأردن، حيث تتحدث للطالبات عن تجاربها على أمل أن تُلهمهن بعدم التخلي عن أحلامهن أبدا.

زر الذهاب إلى الأعلى