الصحة المستدامة

اليوم العالمي لسلامة الأغذية 2022.. تحت شعار: “أغذية أكثر أمانا، لصحة أفضل”

تحتفل منظمة الأمم المتحدة فى السابع من يونيو من كل عام باليوم العالمي لسلامة الأغذية, ويحمل الاحتفال هذا العام 2022 شعار: أغذية أكثر أماناً, لصحة أفضل”.. ويهدف هذا اليوم فيما يهدف, إلى لفت الانتباه والتحفيز على العمل للمساعدة في منع واكتشاف وإدارة المخاطر التي تنتقل عن طريق الغذاء، وكذلك المساهمة في الأمن الغذائي، وصحة الإنسان، والازدهار الاقتصادي، والزراعة، والوصول إلى الأسواق، والسياحة، والتنمية المستدامة. وتعمل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة بشكل مشترك على تيسير الاحتفال باليوم العالمي لسلامة الأغذية، بالتعاون مع الدول الأعضاء والمنظمات الأخرى ذات الصلة. ويُعد مثل هذا اليوم الدولي فرصة لتعزيز الجهود لضمان أن الطعام الذي نتناوله آمن، وتعميم سلامة الأغذية في جدول الأعمال العام، والتقليل من عبء الأمراض التي تنتقل عن طريق الغذاء على مستوى العالم.

إن الأغذية المأمونة ضرورية لصحة الإنسان ورفاهه. ولا يمكننا الاستفادة بشكل كامل من القيمة الغذائية للأغذية ومن الفوائد العقلية والاجتماعية لتقاسم وجبة مأمونة إن لم تكن الأغذية مأمونة. فالأغذية المأمونة هي أحد أهم العناصر التي تضمن الصحة الجيدة.

وتعتبر الأغذية غير المأمونة سبب عديد الأمراض وتسهم في أشكال أخرى من سوء الأحوال الصحية، مثل ضعف النمو والتنمية، والنقص في المغذيات الدقيقة، والأمراض غير المعدية أو المعدية والأمراض العقلية. وعلى مستوى العالم، يتأثر شخص واحد من كل 10 أشخاص بالأمراض التي تنتقل بالأغذية، إلا أنه من الممكن الوقاية من معظم تلك الأمراض.

ويمكن لسلوكنا والطريقة التي نبني بها نظمنا الغذائية وكيفية تنظيمنا لسلاسل الإمدادات الغذائية أن يمنعا الأخطار المعدية والسامة، والعوامل الجرثومية المسببة للأمراض (البكتيريا والفيروسات والطفيليات)، والمخلفات الكيميائية، والسموم الإحيائية، وغيرها من المواد الضارة أو الخطرة من الوصول إلى موائدنا.

ويجدر بنا تحويل النظم الغذائية بما يعود على صحتنا بالنفع. وعلينا القيام بذلك بسبيل مستدام. ويجدر بصانعي سياسات النظم الغذائية، والممارسين والمستثمرين إعادة توجيه أنشطتهم لزيادة الإنتاج والاستهلاك المستدامين للأغذية المأمونة لتحسين النتائج الصحية. ولتيسير الأنماط الغذائية المأمونة والصحية أمام الجميع، يجب على سياسات التنمية الزراعية والغذائية والتجارية والصناعية المعمول بها أن تعزز سلامة الأغذية. وستؤدي التغييرات المنهجية لصحة أفضل إلى إتاحة أغذية أكثر مأمونية، وهو ما يعد عامل تمكين حاسم للتنمية البشرية على المدى الطويل، وشرطا أساسيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

لماذا يُعد تحسين سلامة الأغذية أمرا هاما؟

أن الحصول على كميات كافية من الغذاء الآمن أمر أساسي لاستدامة الحياة وتعزيز الصحة الجيدة. وعادة ما تكون الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية معدية أو سامة بطبيعتها ولا يُمكن رؤيتها غالبا بالعين المُجرّدة، وتُسببها البكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات أو المواد الكيميائية التي تدخل الجسم عن طريق الطعام أو الماء الملوث.

ولسلامة الأغذية دور حاسم في ضمان بقاء الأغذية آمنة في كل مرحلة من مراحل السلسلة الغذائية من الإنتاج إلى الحصاد والتصنيع والتخزين والتوزيع، وصولاً إلى الإعداد والاستهلاك.

مع وجود ما يقدر بنحو 600 مليون حالة من الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية سنويا، فإن الغذاء غير الآمن يشكل تهديدا لصحة الإنسان والاقتصادات، ويؤثر بشكل غير متناسب على الفئات الضعيفة والمهمشة، وخاصة النساء والأطفال، والسكان المتضررين من النزاعات، والمهاجرين. ويموت ما يقدر بنحو 420,000 شخصا حول العالم كل عام بعد تناولهم أطعمة ملوثة، ويتحمل الأطفال دون سن الخامسة %40 من عبء الأمراض المنقولة بالغذاء، مع 125,000 حالة وفاة في كل عام.

تؤثر الطريقة التي يتم بها إنتاج الطعام وتخزينه والتعامل معه واستهلاكه على سلامة طعامنا. إن الامتثال للمعايير العالمية للأغذية، وإنشاء أنظمة تنظيمية فعالة لمراقبة الأغذية بما في ذلك التأهب والاستجابة للطوارئ، وتوفير الوصول إلى المياه النظيفة، وتطبيق الممارسات الزراعية الجيدة (التي تتعلق بالأرض، والماء، والماشية، والبستنة)، وتعزيز استخدام أنظمة إدارة سلامة الأغذية من قبل القائمين على الأعمال التجارية الغذائية، وبناء قدرات المستهلكين لاتخاذ خيارات غذائية صحية هي بعض الطرق التي تعمل بها الحكومات والمنظمات الدولية والعلماء والقطاع الخاص والمجتمع المدني لضمان سلامة الأغذية.

إن سلامة الأغذية هي مسؤولية مشتركة بين الحكومات والمنتجين والمستهلكين. ولكل فرد دور يلعبه؛ من المزرعة إلى مائدة الطعام للتأكد من أن الطعام الذي نستهلكه آمن ولن يُلحق الضرر بصحتنا.

“سلامة الأغذية مسألة تهم الجميع”

تضم سلاسل الإمدادات الغذائية عدة أشخاص: المنتجون، والمُصنّعون، والموزعون، والبائعون بالتجزئة، والطباخون،بالإضافة إلى المستهلكين.
وفي كل مرحلة من مراحل سلسلة التوريد هناك مخاطر يمكن أن تسبب التلوّث. ويتحمل كل شخص مشارك في المراحل المختلفة مسؤولية الحفاظ على سلامة الأغذية.

هناك خمسة دعوات لإتخاذ إجراءات فيما يتعلق باليوم العالمي لسلامة الأغذية:

* ضمان سلامة الأغذية – يجب على الحكومات ضمان أغذية سليمة ومغذية للجميع.

* توخي السلامة في زراعة الأغذية – ينبغي لمنتجي الأغذية والمحاصيل الزراعية اعتماد ممارسات جيدة.

* المحافظة على سلامة الأغذية – يحتاج القائمون على تشغيل الأعمال التجارية إلى الحرص على سلامة الأغذية.

* معرفة الأغذية السليمة – يحتاج المستهلكون إلى التعلم عن الغذاء السليم والصحي.

* التعاون من أجل ضمان سلامة الأغذية – لنعمل سوية من أجل غذاء سليم وصحي.

سلامة الأغذية في زمن جائحة كوفيد-19

في حين أن جائحة كوفيد-19 لم تنتقل عن طريق الغذاء، إلا أنها شحذت التركيز على القضايا المتعلقة بسلامة الأغذية، مثل النظافة، ومقاومة مضادات الميكروبات، والأمراض التي تنشأ من الحيوانات، وتغير المناخ، والاحتيال الغذائي، والفوائد المحتملة لرقمنة النظم الغذائية. كما حددت الجائحة نقاط أو أوجه الضعف في نظم إنتاج الأغذية والرقابة.

أما في المستقبل القريب، فلا يزال الحد من الاضطرابات في سلاسل الإمدادات الغذائية من أعلى الأولويات لدى جميع الحكومات، حيث يجب أن يحصل المستهلكون على الغذاء بشكل موثوق.


ويمكن أن يساعد اتباع نهج قائم على المخاطر تجاه سلامة الأغذية وتلبية متطلبات سلامة الأغذية في الحفاظ على الإمدادات الغذائية العالمية المفتوحة وتمكين حصول المستهلك على الغذاء. وستساعد الجهود المتضافرة بشأن سلامة الأغذية في شتى البلدان على التخفيف من التداعيات الاجتماعية والاقتصادية للجائحة، وتعزيز قدرتها على الصمود على المدى الطويل من خلال تيسير وتسريع التجارة بالأغذية والمحاصيل الزراعية، مما يساعد على منع انتشار جائحة أخرى تتسبب بها الحيوانات، والتحول في النظم الغذائية
.

زر الذهاب إلى الأعلى