الدمج والإعاقة

“الهنوف الحناكي” أول سعودية من فئة الصم تنال درجة الماجستير من جامعة Howard في علم النفس

استطاعت المملكة العربية السعودية أن تحقق أعلى الدرجات على المستوى العالمي في إنجازات أصحاب الإعاقة، وقد امتلأت المملكة بالكثير من حكايات نجاح أصحاب الهمم الذين تمكنوا من تحقيق أحلامهم بفضل دعم قادة المملكة، ومن خلال إطلاق سياسة وطنية لتمكين ذوي الإعاقة في المجتمع السعودي.

ومن النماذج المشرفة فى هذا الإطار “الشابة “الهنوف الحناكي”, والتى استطاعت بفضل الله ثم عزيمتها ومثابرتها تسجيل اسمها كأول سعودية من فئة الصم تنال درجة الماجستير من جامعة هوارد بالولايات المتحدة الأميركية، في تخصص علم النفس.

وهى فى عمر 8 شهور, اكتشف عائلة “الهنوف” أنها تفقد نعمة السمع، وبعد أن كبرت, ألحقتها عائلتها بمعهد الأمل لتتخرج من جميع مراحله الدراسية بتفوق ونتائج مبهرة، وما زال الطموح يسكن في داخلها لتكمل مسيرة دراستها في إتمام الشهادة الجامعية، وكان لديها أمل في الحصول على جامعة خاصة بمن هن في حالتها، وبعد بحث طويل، اكتشفت عدم وجود جامعة خاصة تستقبلهن، الأمر الذي كاد يحطمها ويقلل من عزيمتها.

وفقها الله بعد صدور قرار السماح لمجموعة من خريجات الصم بالالتحاق بكلية واحدة، وهي كلية الاقتصاد المنزلي بالرياض كتجربة أولى من نوعها، وتكون ممن حصلن على معدلات عالية في الثانوية، وكان للهنوف نصيب مع مجموعة من زميلاتها، ورغم سعادتها بالقبول في الجامعة، ومواجهتها الصعوبات، فلم تكن لدىها الجامعة الخبرة الكافية والمؤهلات الأساسية لتدريس طالبات من فئة الصم، من حيث المناهج وعدم توفر المترجمات، ولكنها تمكنت بقوة إصرارها وتمسكها بتحقيق أحلامها، ووقوف أسرتها بجانبها، من اجتياز هذه الصعوبات حتى تخرجت من الجامعة.

مشكلات ما قبل التخرج

من أهم المشكلات والعقبات التى تعرضت لها الهنوف خلال دراستها بالجامعة، أن الحظ لم يحالفها بالنجاح بعد مرور سنتين، في إحدى المواد من الدراسة، وبحسب نظام الجامعة كان باستطاعتها حملها للسنة القادمة، ولكن الذي حدث، تم تغيير الخطة الدراسية، الأمري الذيي أجبرها على العودة إلى السنة الأولى والدراسة من جديد، حسب الخطة الجديدة، الأمري الذي تسبب لها في صدمة كبيرة، ولكنها اجتزتها وأكملت مسيرتها حتى تخرجت بفضل الله.

الالتحاق بجامعة جالوديت الأمريكية

تقول الهنوف أنها تشعر بالاعتزاز والفخر بنفسها، بعد كل هذه العقبات التي واجهتها، وبعد تخرجها من الجامعة، سمعت عن جامعة جالوديت الأمريكية، وهي خاصة لفئة الصم، فقررت أن تستكمل دراستها لنيل درجه الماجستير، فتقدمت للبعثة وتم قبولها في جامعة جالوديت، فجميع المدرسين ومعظم العاملين فيها من فئة الصم، وتقع في وسط واشنطن، وبعد قبولها في الجامعة، كان لابد من دراسة اللغة الإنجليزية، فدرست بمعهد جالوديت سنتين من الساعة 8 إلى الساعة 5 يومياً، وكانت ساعة ذهاب وساعة عودة، مستخدمة المترو، وخلال تلك الفترة أتقنت الهنوف لغة الإشارة الأميركية بمهارة فائقة، واكتسبت خبرات كثيرة من خلال الدراسة في هذه الجامعة، واختلطت مع طلاب من جميع دول العالم، وكانت لها أنشطة كثيرة داخل الجامعة، منها أصبحت عضوة بنادي الصم السعودي، بعد ذلك انتقلت إلى معهد اللغة بجامعة جورج ميسون بفرجينيا، حيث وفرت الجامعة مترجمتين، وكانت تدرس مع طلاب من غير فئة الصم، كما استفادت من تجربة الدراسة في جامعة ميسون، والتعرف على نخبة كبيرة من الطالبات اللاتي لا يعانين من الصمم، واشتركت في نادٍ لممارسة الإشارة الأمريكية وذلك بعقد اجتماع أسبوعي وشهري مع مجموعة من الصم، لقضاء أوقات ممتعة وتبادل الخبرات.

اختبار ELS

بعد ذلك تقدمت الهنوف لاختبار ELS حتى تتمكن من القبول بالجامعة وإتمام درجة الماجستير، وحصلت على درجة تؤهلها للقبول في الجامعة، واجتهدت الهنوف وكافحت وتحديت الشدائد حتى تخرجت وأصبحت أول طالبة سعودية من فئة الصم تحصل على درجة الماجستير من الولايات المتحدة الأمريكية، وكان وصولها لهذه المرحلة ليس بالأمر الهين، وإنما بمواجهة التحديات، وكان من أهمها دراسة لغتين جديدتين في نفس الوقت لغة الإشارة الأميركية واللغة الإنجليزية.

التصوير الفوتوغرافي

لدي  الهنوف اهتمام كبير بالتصوير الفوتوغرافي منذ الصغر، وبعدها طورت نفسها بالالتحاق بالعديد من الدورات التدريبية مع العديد من المصورات الماهرات، وشاركت في المعارض والمسابقات داخل وخارج السعودية، وحصلت على المركز الأول في أحد المؤتمرات العالمية للصم في قطر، وتمت استضافتها في العديد من القنوات الفضائية.

وضعت الهنوف لنفسها عدة أهداف, وكان من ابرزها وأهمها دعم فئة الصم فيما يحتاجونه، سواء بتعليمهم أكاديمياً ورفع وعي المجتمع السعودي بكل ما يخص هذه الفئة المبدعة، كما تطمح الهنوف لعمل دورات في تعلم لغة الإشارة الأمريكية، وورش عمل في التصوير لمن لديه ميول في هذا المجال، كما لديها مبادرة “تحدث بيديك” وتهدف إلى نشر لغة الإشارة السعودية عن طريق الطباعة، كما أن لديها العديد من الافكار التى يمكن أن تخدم وتساعد الصم ويمكن تنفيذها داخل وخارج المملكة العربية السعودية.

زر الذهاب إلى الأعلى