المساحات الخضراء: حلاً فعالاً لتقليل وقت الشاشة وتعزيز صحة الأطفال

كيف يمكن للمساحات الخضراء أن تحارب آثار وقت الشاشة لدى الأطفال؟
توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن توفير المساحات الخضراء في الأحياء السكنية يمكن أن يكون طريقة فعالة لتقليل وقت الشاشة لدى الأطفال وتعزيز نشاطهم البدني. الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة ميتشغان ونشرت في دورية (Health and Place)، تسلط الضوء على العلاقة بين البيئة المحيطة وسلوكيات الأطفال الصحية.
وقت الشاشة وتأثيراته السلبية على الأطفال
مع تزايد استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والتلفاز، أصبح وقت الشاشة مشكلة شائعة تؤثر بشكل كبير على صحة الأطفال:
- قلة النشاط البدني: الجلوس لساعات طويلة يقلل من فرص ممارسة الرياضة أو اللعب النشط.
- زيادة خطر السمنة: الاستخدام المفرط للشاشات يرتبط بنمط حياة أقل حيوية يؤدي إلى زيادة الوزن.
- تأثيرات على النوم: يعاني الأطفال الذين يفرطون في استخدام الشاشات من صعوبة في النوم أو نوم غير مستقر.
- تأخر النمو الاجتماعي والمعرفي: قلة التفاعل مع البيئة المحيطة تؤدي إلى ضعف المهارات الاجتماعية.
- الصحة النفسية: زيادة وقت الشاشة قد تسبب القلق والاكتئاب لدى الأطفال.
دور المساحات الخضراء في تقليل وقت الشاشة
اعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات من “دراسة المجتمعات الصحية” في الولايات المتحدة، التي تركز على سلوكيات الأطفال المتعلقة بالسمنة. أظهرت الدراسة أن الأحياء التي تحتوي على مساحات خضراء مثل الغابات، الحدائق العامة، والمناطق المفتوحة، توفر بيئة مشجعة للأطفال للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات.
نتائج الدراسة:
- الأطفال الذين يعيشون في أحياء تحتوي على مساحات خضراء يميلون إلى قضاء وقت أقل أمام الشاشات.
- هذه المساحات تعزز فاعلية البرامج المجتمعية التي تهدف إلى تقليل وقت الشاشة من خلال توفير بيئة مناسبة للنشاط البدني.
- عدم توفر المساحات الخضراء يقلل من نجاح هذه البرامج ويزيد من الاعتماد على الأنشطة الرقمية.
الفجوة البيئية وتأثيرها
أوضحت الدكتورة إيان مارشال لانغ، الباحثة الرئيسة للدراسة، أن عدم توفر المساحات الخضراء في بعض الأحياء يؤدي إلى بيئة غير مشجعة للأنشطة البدنية، مما يجعل الأطفال يقضون وقتاً أطول أمام الشاشات.
- دعت الباحثة إلى اتخاذ خطوات لتقليل الفجوة في الوصول إلى المساحات الخضراء بين المناطق المختلفة.
- أكدت أن الاستثمار في إنشاء مساحات خضراء في الأحياء المحرومة يمكن أن يكون حلاً فعالاً لتحسين صحة الأطفال وتعزيز العدالة البيئية.
فوائد الاستثمار في المساحات الخضراء
- تعزيز النشاط البدني: تشجع الأطفال على اللعب والجري والاستكشاف.
- تقليل وقت الشاشة: توفير بدائل جذابة يقضي الأطفال فيها وقتاً بعيداً عن الأجهزة الإلكترونية.
- تحسين الصحة النفسية: المساحات الخضراء تُقلل التوتر والقلق، وتُحسن المزاج العام للأطفال.
- تطوير المهارات الاجتماعية: اللعب في الخارج يعزز التفاعل مع الأقران ويقوي العلاقات الاجتماعية.
ما الذي يمكن فعله؟
على مستوى المجتمع:
- إنشاء المزيد من الحدائق العامة والملاعب في الأحياء السكنية.
- تنظيم أنشطة مجتمعية للأطفال في المساحات الخضراء.
على مستوى الأسرة:
- تشجيع الأطفال على اللعب في الخارج بدلاً من قضاء الوقت أمام الشاشات.
- قضاء وقت عائلي في الحدائق العامة لتعزيز الروابط الأسرية.
تؤكد هذه الدراسة أن المساحات الخضراء ليست مجرد منظر جميل، بل هي أداة فعالة لتحسين صحة الأطفال، جسدياً ونفسياً. عبر الاستثمار في بيئات أكثر عدلاً وصحة، يمكننا تقليل وقت الشاشة وتعزيز النشاط البدني، مما يضمن جيلاً أكثر توازناً وسعادة.