الفلسطينية “كريمة النجار” تتحدى الإعاقة باحتراف الرسم
تعاني الفتاة الفلسطينية ذات الوجه الملائكي “كريمة النجار” من إعاقة حركية أجبرتها على أن تكون أسيرة الكرسي المتحرك وهي في عمر 17 عاماً.
تبلغ كريمة من العمر 30 عاماً، استطاعت بقوة إرادتها وإيمانها بقدر الله أن تصقل موهبتها لتمزج بين الهواية والدراسة وتنطلق في رحلة الإبداع.
الغرفة الصغيرة لكريمة (شرقي خانيونس)، تحولت إلى مرسم تتألق رسوماتها، تتنقل بينها وتحلق خارج قيود كرسيها المتحرك.
تعرضت كريمة لسقوط من سطح الطابق الرابع من منزل العائلة عندما كانت في عمر الـ17 عاماً، ما تسبب لها بشلل نصفي، أجلسها قعيدة الكرسي المتحرك. لم تستكمل كريمة دراستها الثانوية نظراً لحالة اليأس والإحباط التي تعرضت لها.
كانت تطمح في مواصلة دراستها التعليمية وأن تصبح مذيعة مشهورة أمام الكاميرات، شعرت بعد الحادث وجلوسها على الكرسي المتحرك أن حلمها انتهى وتحطم ولم تستطع تحقيقه.
لأشهر عانت كريمة النجار من آثار ما ترتب على الحادث، ومن نظرة المجتمع التي لا ترحم، حتى قررت عدم الاستسلام لإعاقتها وعاشت الحياة بأمل وإرادة لتثبت عزيمة أصحاب الهمم وقدرتهم على التميز والإبداع وتحدي كل المعيقات رغم قلة الإمكانات.
تقول كريمة: قررت تحدى نفسي والكرسي لكى أحلق وأخلق لنفسي حياة جميلة تحقق لى الحضور ولكى أؤكد قدرة أصحاب الهمم على أن يكونوا شيئًا مفيدًا، فالتحقت بدورة للرسم تحملت خلالها عناء مشقة الانتقال لها يوميًا حتى طورت هوايتى في الرسم إلى خبرة وموهبة ممزوجة بالأسس العلمية.
تضيف كريمة: تعلمت الرسم من الفنان محمد أبو بعد تلقي دورة تدريبية في فن رسم البورتريه بالفحم وأقلام الرصاص. تخصصت في فن البورتريه وأبدعت في رسم الشخصيات السياسية والمشهورين من الفنانين والأدباء.
تعرض بفخر رسوماتها للرئيس الراحل ياسر عرفات، والشاعرين نزار قباني ومحمود درويش، حيث اتحدت الخيوط لتعيد رسم ملامحهم بدقة عالية.
ترسم كريمة الشخصيات التي تأثرت بها وأحبتها، استخدم أدوات بسيطة في الرسم، منها قلم رصاص، ورقة A4، دفتر رسم، فرشاة مكياج، ممحاة، نظراً لقلة الإمكانيات المتاحة لى.
تأمل كريمة النجار أن تطور من موهبتها لتبحر في مجالات جديدة في عالم الرسم بالألوان، وأن يكون لها معرضها الفني وبصمتها الخاصة في مجال الفن التشكيلي.