العُرقون.. كاسر النظارات, دواء العيون وبهجتها

العُرقون, نبات العينين, يُعرف منذ القرون الوسطى وهو نبات معالِج لمشاكل العينين ويسمح لك على ما يبدو باستعادة عينيك مثلما كانتا منذ عشرين عاماً !

العُرقون المخزني زهرة صغيرة مدّادة, يعتبرها البستانيون عشبة “ضارة” وشكلها غير مغرٍ. ينمو العرقون إلى علو 5 إلى 30 سنتم, ويحب أراضي المراعي الغنية, خصوصاً في المناطق الجبلية المتوسطة الارتفاع حتى علو 1600م. أوراق العرقون متقابلة ومسننة, سوقه متفرعة, وأزهاره بيضاء مخططة بالبنفسجي. بفضل جذوره التي تعمل كأدوات ماصة, يعيش هذا النبات عالةً على نباتات معمرة أو حولية أخرى ويضخّ لصالحه الماء والعناصر المغذية من التربة. ويزهر العرقون من نهاية الربيع إلى بداية الخريف. وبحسب باراسلسيوس, أحد علماء عصر النهضة ومخترع “العلاج بالنباتات الشبيهة بالأعضاء المريضة”, هناك تشابهات بين الزهرة والعين البشرية.

كاسر النظّارات

إن النبتة بكاملها عشبة طبية, ولكن ما يُستعمل منها هي الأجزاء الهوائية. و Euphrasia اسم يوناني يعنى الفرح, لأن هذا النبات المتواضع ولكن الجميل كان معروفاً بفعاليته في تحسين مزاج المريض الذي يشفى بسرعة.

إلا أن شهرته ترجع فوق كل شئ إلى تأثيره المعالج للعينين. وتشير ألقابه الشعبية إلى ذلك: يُعرف العرقون في الأرياف بكاسر النظارات وعشبة قصير البصر وبهجة النظر.

أصبح العرقون منسياً بعض الشئ في أوروبا لكنه يُقدر ويستعمل كثيراً في أمريكا الشمالية (كندا, الولايات المتحدة).

للعينين ولمنطقة الأنف والأذنين والحنجرة

يحتوي العرقون على فلافونويدات وأحماض التنّيك والراتينج وعناصر مرّة وزيت عطري, كما يحتوي أيضاً على الأوكوبين, وهي مادة مضادة للالتهاب, ومضادة للتشنج, ومطهرة.

العرقون نبات قابض جداً, مما يجعه يقلص النسيج المخاطي في العين, فيوقف الإفرازات الزائدة ويريح بسرعة التهاب الملتحمة وسيلان الدموع والحساسيات والتهاب الجفنين.

إن خاصياته المسكنة للألم والقابضة والمضادة للجراثيم تجعله فعالاً في معالجة حالات عدوى الفم, الحنجرة, الانف والأذن المتوسطة: سيلان انفي, التهاب الجيوب الانفية وكريب (انفلونزا).

الطب التجانسي

يستعمل العرقون (عامةً 5CH, 4 حبيبات, 3 مرات في اليوم) لمعالجة التهاب الملتحمة,  سيلان الدموع الغزير والمهيج للعين, إحمرار العينين, خصوصاً عندما تترافق هذه الأعراض بزكام مع سيلان الأنف أو بسعال مرفق بالبلغم. يمكن تحسين الأعراض بالبرد أو بالهواء المنعش على الوجه. والعوامل المفاقهمة لهذه الحالات هي الضوء, الشعور بالاختناق أو الحرّ.

إثارة الشهية

في الطب الشعبي, كان مغلي العرقون يُستعمل لإثارة الشهية (وإفراز العصارات الهضمية), تهدئة الحالات العصبية, الصداع, الأرق والتشنجات. ويمكن وضع الأوراق الطازجة أو كمادات محضرة بالمغلي على الجروح لتنشيط التئامها. وفي الطب التجانسي, يشكل العرقون أحد الأدوية الأكثر شيوعاً لمكافحة الزكم وسيلان الدموع.

موانع الاستعمال

نظراً لكونه نباتاً قابضاً جداً, ينبغي الامتناع عن استعمال العرقون داخلياً وخارجياً عندما تبدو الأنسجة المخاطية متقلصة أو جافة. فإذا كانت عيناك جافتين او فمك مثقلاً بلعاب سميك, او إذا كنت تعاني من أي احتقان آخر, امتنع عن استعمال العرقون. ومن باب الحيطة, ينبغي أيضاً تجنب إعطاء العرقون للنساء الحوامل وللأطفال.

أين. متى؟ كيف؟

يُقطف العرقون عموماً في الصيف. وتجفف السوق والأوراق والأزهار في الظل. يمكن أكل العرقون طازجاً أو جافاً في صفار بيضة, لكنه يؤخذ خصوصاً على شكل نقيع أو مغلي. ويسوّق العرقون على شكل نقيع كحولي أو صبغة أُمّ (في الصيدليات) في حين يصعب إيجاد النبات المجفف حالياً. في الاستعمال الخارجي أو الداخلي, يمكن خلطه مع نباتات أخرى متشابهة في استعمالاتها: بابونج, لسان الحمل, تُرُنجان أو بذور الشمرة (الشمار).

• في الاستعمال الداخلي (عدم تجاوز الجرعات الموصى بها ومزجه جيداً باللعاب قبل بلعه)
• النقيع: 30غ من النبات الجاف للتر من الماء: 3فناجين في اليوم. يُحلى بالعسل.
• الصبغة الأُمّ: 10 إلى 20 قطرة, مرتين في اليوم في كوب ماء.
• قطرات للعينين
• يُمزج (أو يُطلب من الصيدلي تحضير المزيج) في قارورة معقمة: 30 ملل من المصل الفيزيولوجي + 3 قطرات من الصبغة الأُمّ + Euphrasia 9 CH.
• لشحّاذ العين: كمادات من هذا السائل أو من المغلي أو أيضاً من 3 قطرات من صبغة الآذريون calendula المخففة في مصل لفيزيولوجي.

وفي حالات شحّاذ العين المزمن, يفضل استشارة الطبيب إذ قد يكون ذلك علامة على الإصابة بالسكري.

• في الاستعمال الخارجي
• المغلي: 50غ من النبات الجاف للتر من الماء: يترك ليغلي مدة 10 دقائق على نار خفيفة. توضع كمادات على المناطق الحساسة. تُجدّد العملية عدة مرات في اليوم.
• يحظر استعمال النقيع الكحولي الصافي أو الصبغة الأُمّ الصافية على العينين أو الجفنين. وينبغي تخفيفها بإضافة مصل فيزيولوجي.

دواعي الاستعمال

باختصار, يعالج العرقون:

• التهاب ملتحمة العين وشحّاذ العين.
• حالات عدوى العين
• سيلان الدموع اللاإرادي.
• وخز العينين (نتيجة الجلوس مطولاً أمام شاشة الكمبيوتر).
• فرط التحسّس الضوئي.
• التهاب الجفنين.
• التهاب الجيوب الأنفية
• الزكام.
• أوجاع الحلق (مع إفراز بلغم).
• ضعف الذاكرة (استعمال ذاكره “فورنييه”).

وفى الأخير:هناك أصناف كثيرة من العرقون, وخصوصاً في البلدان المدارية والاستوائية. وفي البلدان المعتدلة, تكون نباتات العرقون كبيرة نوعاً ما وملونة بالبنفسجي أو بالأصفر. أخيراً: يحب النحل كثيراً امتصاص رحيق العرقون.