الصَعتَر.. وإعادة توازن الجهاز العصبي
نادراً ما يذكر صعتر الأوريغانو, أو المردقوش البري, كنبات مفيد للإياس. غير أنه يمتلك كل الميزات اللازمة لكي نهتم به وبتأثيره.
صعتر الأوريغانو نبات عطري, تماماً كالصعتر البري, إكليل الجبل أو النعنع, يحتوي على مواد شديدة الفعالية مطهرة, مضادة للسموم, مضادة للتشنج, مسكنة للألم, مهضمة, مهدئة, مخفضة لضغط الدم وملينة.
كيف نتعرف على صعتر الأوريغانو في الطبيعة
المردقوش البري نبات معمر جميل يشبه من بعيد النادرين (الفاليريان) بأزهاره الوردية على شكل خيم في أعلى ساق يصل طولها إلى 70 سم أو أكثر.
لكن الشبه يتوقف هنا, لأن هذين النباتين يختلفان في سوقهما وأوراقهما وبيئتهما وخصوصاً في رائحتها.
ساق صعتر الأوريغانو تتفرع على شكل زوايا وضاربة للحمرة. وتنتظم أوراقه البيضوية المستدقة الرأس على طول الساق, في باقات صغيرة. وزرع فى الأرض الجافة, كثيرة الحصى والمعرضة للشمس. ونجده عند السواحل وفي الجبا. رائحته عطرية جداً ومميزة.
نبات يعيد توازن الجهاز العصبي المستقل
إن جهازنا العصبي المستقل, أي الذي نتحكم به وينظم التنفس, الهضم, الإفرازات والدورة الدموية, يتألف من جهازين كبيرين: الودي واللاودي. الجهاز الودي هو أشبه بجرس إنذار يزيد سرعة القلب والتنفس, يوسع القصبات, يقلص الشرايين, يحث على إفراز العرق, يبطئ عملية الهضم. اما الجهاز اللاودي, فيهدئ ويعزز الاسترخاء والراحة.
عندما يختل التوازن بين الجهازين الودي واللاودي, بسبب العمر أو التحولات الهرمونية أو نتيجة التعب, يطلق جرس الإنذار, أي الجهاز الودئ, في جميع الاتجاهات وتضطرب بعض وظائف الجسم: دوار, هبات ساخنة, إمساك, ارتفاع ضغط الدم, ربو, روماتزم, انخفاض الرغبة الجنسية, سوء الدورة الدموية, انحباس الماء أو الشحوم…
يؤثؤ هذا النبات مباشرة على الجهاز العصبي وهو بالتالي فعال أيضاً ضد الآلام العصبية والشقيقة.
ضد تساقط الشعر
ضد تساقط الشعر, نجد هذه الوصفة “السحرية” في بعض كتب الطب الشعبي: تنقع حفنة كبيرة من جذور القراص ومثلها من الأوريغانو في لتر من الكحول لمدة شهر ثم تفرك جلدة الرأس بهذا السائل صباح كل يوم.
الاستعمال ودواعيه
يؤخذ صعتر الأوريغانو, الذي ينظم الجهاز العصبي المستقل, كمكمل للنباتات التي تؤثؤ في الجهاز الهرموني أو بالتناوب معها:
زيت الأخدرية, يام, صويا… ويمكن إرفاقه أيضاً بالنباتات المعروفة بتأثيرها في نوع معين من الاضطرابات: أوراق كرمة حمراء للدورة الدموية, خيزران أو ذنب الخيل للظهر والروماتزم, إلخ.
وتستعمل الرؤوس المزهرة على شكل نبتة طازجة, نبتة مجففة أو زيت عطري.
الاستعمال الداخلي:
مشاكل الأنف والأذن والحنجرة, مشاكل الدورة الدموية, هبات ساخنة ودوار, روماتيزم, إمساك, سلوليت…
- النقيع: 1 ملعقة صغيرة من النبتة المجففة بالفنجان الواحد, قبل كل وجبة طعام.
- الزيت العطري: 3 إلى 4 قطرات مع العسل, 2 إلى 3 مرات في اليوم (للبالغين).
الاستعمال الخارجي:
- روماتيزم وألم العنق والتواؤها, سلويت, قمل….
- التدليك بالأزهار الطازجة؛ لبخات صلصال أو دقيق الكتان مزجت فيه 4 إلى 6 قطرات من الزيت العطري؛ حمامات: 6 إلى 8 قطرات من الزيت العطري في ملعقة طعام من الحليب المجفف توضع أسفل الصنبور أو نقيع من 10جرام من النبتة المجففة في لتر ماء يسكب في ماء الحمام.
بعض المحاذير
مثل كافة النباتات الفعالة, يتمتع صعتر الأوريغانو بتأثير قوي جداً, لذا وجب أخذ بعض الاحتياطات في استعماله:
- عدم استعماله أثناء فترة الحمل.
- عدم استعماله إذا كان الطمث غزيراً. يسيل صعتر الأوريغانو الدم ويسهل تدفقه خلال الحيض المؤلم أو غير الكافي.
- الامتناع عن وضع زيته الصافي على الجلد مباشرة.
- يمكن أن يؤدي الإفراط في استعماله إلى تأثير معاكس: تهيج ونزق مفرطين, أرق, شقيقة (صداع نصفي)…