الصوم.. صحة وجمال
شهر رمضان من الأشهر المباركة التى من الله بها على عباده حيث تتضاعف الحسنات وترفع الدرجات فمن تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فريضة فيما سواه كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه.. فالصوم عبادة نفعلها تعبداً لله تعالى واستسلاماً لأمره، لا نعللها بأغراض مادية ولا نجعل من هذه غاية التشريع ومقصد الشرع فالعبادة أسمى من هذا بكثير.
وليس معنى هذا أنه لا يترتب عليها شيئاً من الآثار النافعة المفيدة النى نشهدها ونراها وندركها بعقولنا.. وهناك الكثير مما لا تصل إليه مداركنا ومن الآثار النافعة العظيمة للصيام الأثر الصحى.
يقول بانار مكفادن زعيم الثقافة البدنية فى أمريكا: الصوم يستطيع أن يبرئ كل علة خابت فى علاجها الوسائل الأخرى.
الصيام وصحة الجلد:
يقول الدكتور الراحل محمد الظواهري: إن علاقة التغذية بالأمراض الجلدية متينة، فالامتناع عن الغذاء والشراب مدة ما ،يقلل من الماء فى الجسم والدم وهذا بدوره يدعو إلى قلة الماء فى الجلد، وحينئذ تزداد مقاومة الجلد للأمراض الجلدية المؤذية والميكروبية.
الصيام يحفف آلام الروماتيزم:
يقول الدكتور مصطفى إسماعيل حافظ المدرس بقسم جراحة العظام بطب الأزهر: إن الصيام مفيد جداً للمرضى الذين يعانون من خشونة المفاصل وآلام الركبة بالإضافة إلى أنه يساعد على تقليل الوزن الذى هو سبب أساسى لآلام المفاصل، ويقول: إن تنوع الطعام وكثرته يزيد من آلام الروماتيزم، ويأتى الشهر الكريم ليحد من هذه المعاناة.
الصيام وصحة الجهاز الهضمى:
يقول الدكتور محمد أحمد ضرغام إستشارى الحميات وعضو الجمعية المصرية للإعجاز العلمى فى القرآن والسنة: إن من الفوائد التى توصل إليها العلم الحديث مؤخراً أن الصيام يحمى المسلم من متاعب المرارة وإحتمال تكون الحصوات، كما يساعد على القضاء على أمراض عسر الهضم الذى يؤدى إلى الإنتفاخ ويرهق القولون وذلك لأن المعدة تبدأ فى الإرتياح بعد عناء طويل.
الصيام يقلل من الأمراض النفسية:
إن العامل النفسى والهدوء الروحى الذي يصحب الصيام يؤدى إلى التقليل من التوتر وبالتالى يؤدى إلى الإقلال من إرتفاع ضغط الدم كما أن معظم حالات الخلل العقلى يمكن السيطرة عليها بواسطة الصوم فلقد تم تحسن جميع الحالات تحسناً كبيراً حيث يختفى التشاؤم أثناء الصوم كما ظهر تأثير كبير وفائدة جليلة للصوم فى علاج حالات الصرع.
الصوم ينشط الجسم ويجدد الصحة:
يقول العالم: آيتون سنكلير: “إن أكبر شئ يعطينا إياه الصوم هو مستوى جديد من الصحة، وهذا التجديد فى الصحة ينعم به الكبار فى السن والشباب على السواء بالنسبة ذاتها وذلك أن البنية تتحدد بكاملها فتتحسن وظائفها العديدة وتنشط بالإضافة إلى ذلك فإن الصوم يمنح الجسم الفرصة المثلى للتخلص من السموم والفضلات المتراكمة بين ثناياه فى صميم نسيجه العضوى.
الصوم يحمى الإنسان من مرض السكر:
إن الصوم يقلل من كمية السكر فى الدم إلى أدنى معدلاتها، وهذا يعطى غدة البنكرياس فرصة للراحة، فمن المعروف أن البنكرياس يفرز الأنسولين، وهذه المادة تؤثر على السكر فى الدم فتحوله إلى مواد نشويه ودهنية تترسب وتخزن فى الأنسجة، ولكن إذا زاد الطعام على قدرة البنكرياس فى إفراز الأنسولين فإن هذه الغدة تصاب بالإرهاق والإعياء ثم أخيراً تعجز عن القيام بوظيفتها فيتراكم السكر بالدم وتزيد معدلاته بالتدريج سنة وراء سنة حتى يظهر مرض السكر.. وخير حماية للبنكرياس فى هذا الإرهاق هو الصيام المعتدل.
الصوم والرشاقة:
الصوم يزيل السمنة، فهو خير فرصة لإنقاص الوزن بشرط مصاحبه إعتدال عند الفطور وعند السحور، وليتذكر الصائم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما ملأ إبن آدم وعاء شرا من بطنه”.. ويطبق سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث كان يفطر على رطيبات قبل أن يصلى فإن لم يجد فعلى تمرات فإن لم يجد يحسو حسوات من ماء.. يقول يقوم للصلاة.. وفى هذا النهج النبوى الشريف فائدة صحية عظيمة حيث أن الفطور على الرطب أو التمر أو أى سكريات والقيام للصلاة يجعل المعدة تعمل فتمتص السكر بسرعة ويعطى شعوراً بالشبع والراحة فعندما يأكل الإنسان يأكل بإعتدال فلا يصاب بالتخمة.
الصوم وقاية من مرض النقرس:
وهو مرض ينتج عن زيادة التغذية والإكثار من اللحوم فتزيد كمية أملاح البول فى الدم ثم تترسب فى العضلات فتسبب آلاماً تشبه آلام الروماتيزم.. أو تترسب فى الكليتين فتسبب الحصوة أو تترسب فى المفاصل الصغيرة فتسبب تورمها والحمية عن الطعام علاج رئيسى لهذا المرض.
وأخيراً يمكن القول أن صوم شهر رمضان المبارك إلى جانب أنه عبادة من أجل العبادات وفريضة من أحب الفرائض إلى الله تعالى حيث يقول سبحانه فى الحديث القدسى: “كل عمل إبن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به” والصوم يحقق السلام النفسى ويجنب الإنسان التوتر والمعاناة فهو بمثابة صيانة دورية لهذا الكائن العظيم وهو الإنسان حيث يعتبر الصوم صيانة لكل أجهزة الجسم يجدد نشاطها ويعيد بناءها فهو نظام علاج ناجح وفعال لشفاء كثير من الأمراض الجسمية والنفسية بشرط أن يصومه الإنسان “إيماناً وإحتساباً” لله عز وجل فيطبق سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ويوصل قلبه بالله تعالى.