السعودية “ريم” تخوض تجربة فريدة مع الأطفال المتأخرين حركيّاً
“ريم بنت عبد العزيز الصويغ”, رائدة أعمال سعودية، المؤسس والمدير العام لمركز التأهيل المتطور، كما أنها عضو مؤسس لموقع آي ريهاب irehab.com، وهو موقع على شبكة الإنترنت يساعد في التعامل مع مرضى التأخر الحركي، ويسهل على الآباء مهمة التشاور والتحدث مع الأطباء عن بُعد، كما يوفر تمارين بصرية ثلاثية الأبعاد، ومجموعات دعم وتبادل الخبرات.
نظراً لاهتمامها بتأهيل الأطفال المتأخرين حركيًا، وخبرة في هذا المجال تجاوزت 15 عامًا، حرصت على تقديم يد المساعدة إليهم؛ عن طريق ما تعلمته، وبالاستعانة بكثير من التقنيات المتطورة؛ فتمكنت من إسعاد كثير من الأمهات والآباء الذين شاهدوا علاج أبنائهم، ولازالت تطمح إلى علاج كثير من الأطفال حول العالم، فما قصة نجاح “ريم الصويغ”؛ رائدة الأعمال السعودية وخبيرة العلاج الطبيعي؟
البداية
وعن بداياتها تقول الصويغ: بدأت أولًا بجهد فردي بسيط في العام 2008م، حيث استأجرت غرفة صغيرة في مبنى مدرسة كبداية أستطلع من خلالها احتياجات الأطفال ومدى الإقبال على جلسات العلاج الطبيعي والاستفادة منها، وبفضل الله كان هناك إقبال جيد خاصة وأن بعض الجهات المختصة بالأطفال المعاقين كانت ترشد بعض الحالات للجوء إليّ في حال احتاجت إلى جلسات علاج طبيعي، مما ولد ثقة الأهالي بعملي وطمأنهم للتعامل معي، إلى أن أنشأت مركزي الخاص بالعلاج الطبيعي وانتقلت إليه في العام 2011م.
مضيفةً: واجهتني العديد من الصعوبات المتعلقة بافتتاح المركز ولكن استطعت تجاوزها وكان سلاحي للصبر هو أنها خدمة مجتمعية مقدمة للأطفال، ويكفيني للشعور بالنجاح والإنجاز رؤية دمعة فرح صادقة في عين الأم عند رؤيتها لطفلها وهو يخطو أولى خطواته أو حتى يمد يده بحركة بسيطة. وعن الأهداف التي يسعى المركز إلى تحقيقها لخدمة ذوي الإعاقة تقول الصويغ: يتبنى المركز شعار «نمهد الطريق إلى الاستقلالية»، ويهدف مركز التأهيل المتطور إلى تحسين قدرات الطفل المحدودة إلى أقصى حد ممكن وضمان تفاعل الطفل مع الآخرين في المجتمع بصورة شبه طبيعية وباستخدام أفضل الطرق العلاجية المناسبة لقدرات هؤلاء الأطفال.
حصلت “ريم” على بكالوريوس العلاج الطبيعي من جامعة الملك سعود بالرياض عام 1995م، واهتمت بمجال تأهيل الأطفال المتأخرين حركيًا بصفة عامة؛ حيث حصلت على عدة دورات تدريبية في هذا المجال، إضافة إلى مجال التدخل المبكر؛ ما جعل خبرتها التي تزيد عن 15 سنة تساعدها في مشوارها الريادي.
ومن بين الدورات التدريبية التي حصلت عليها ريم، دورة العلاج المكثف باستخدام البدلة الفضائية، والتي تلقتها على يد “إيزابيلا كوشليني”؛ أول من وضعت هذا النوع من العلاج عام 2008م.
يهتم هذا النوع من العلاج باستخدام بدلة مكونة من عدة أجزاء مرتبطة ببعضها بواسطة أربطة مرنة مطاطية؛ حيث تستخدم للمرضى الذين يعانون من اضطرابات عصبية، ابتداءً من عامين ونصف العام.
رحلة ريادة الأعمال
شهدت جلسات العلاج الطبيعي التي وفرتها الصويغ للأطفال إقبالًا جيدًا؛ ما جعل بعض الجهات المختصة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، توصي بعلاج بعض الحالات لديها حال حاجتهم إلى جلسات علاج طبيعي؛ الأمر الذي عزز من ثقة الأهالي بعملها وطمأنهم للتعامل معها؛ ما دفعها لتأسيس مركزها الخاص بالعلاج الطبيعي، والذي انتقلت إليه عام 2011م.
مواجهة الصعوبات
لم يكن الطريق سهلًا أمام ريم؛ إذ واجهت عدة صعوبات متعلقة بافتتاح المركز، لكنها استطاعت تجاوزها بالصبر؛ لإيمانها بأنها تقدّم خدمة مجتمعية للأطفال، فقالت عن هذه الفترة: “كان يكفيني للشعور بالنجاح والإنجاز، رؤية دمعة فرح صادقة في عين الأم عند رؤيتها طفلها وهو يخطو أولى خطواته، أو حتى يمد يده بحركة بسيطة”.
الطريق إلى الاستقلالية
أكدت ريم الصويغ أن المركز يسعى لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، متبنيًا شعار “نمهد الطريق إلى الاستقلالية”، كما يعمل على التأهيل المتطور، إضافة إلى تحسين قدرات الطفل المحدودة إلى أقصى حد، وضمان تفاعله مع الآخرين في المجتمع بصورة شبه طبيعية؛ عن طريق استخدام أفضل الطرق العلاجية المناسبة لقدرات هؤلاء الأطفال.
تستعين “ريم” أيضًا بتقنيات أخرى في مركز التأهيل المتطور؛ منها التقنية التي تتفرد الصويغ بتطبيقها في السعودية والشرق الأوسط، وهي برنامج “كويفاس ميدك”؛ وهو التطبيق الذي يمكن البدء به من سن 3 شهور، وصولًا إلى الاستقلالية والتحكم في المشي، علمًا بأن استخدام هذه التقنية مقيد بحجم ووزن الطفل؛ لأن الممارس لهذه التمارين يعرض الطفل لتأثير الجاذبية الأرضية عن طريق تخفيف الدعم الخارجي تدريجيًا.
وتتمنى “ريم” أن يصبح مركز التأهيل المتطور مركزًا شاملًا لخدمة الأطفال ذوي الصعوبات من كل النواحي؛ حتى لا يتكبد الطفل عناء التنقل بين العيادات والمراكز ليعالج مشكلته، وأن يباشر حالته من التشخيص وحتى العلاج في نفس المركز.
بعد نجاح مركزها، حرصت الصويغ على دراسة إدارة الأعمال في الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2015م؛ بغرض إدارته بطريقة أكثر تمكنًا ومهنية.
موقع “آي ريهاب”
شاركت “ريم” في تأسيس الموقع الإلكتروني “آي ريهاب”، للتعامل مع مرضى التأخر الحركي، وتسهيل مهمة التشاور والتحدث مع الأطباء عن بُعد بالنسبة للآباء، كما يوفر تمارين بصرية ثلاثية الأبعاد، ومجموعات دعم وتبادل خبرات، علمًا بأنها شغلت منصب المدير التنفيذي له عامي 2015، و2016.