الرسم على الزجاج.. عشق للإبداع وجه نسائي
الرسم على الزجاج من الفنون الإبداعية التي يعشقها كثير من النساء في وطننا العربي، وذلك لما للزجاج علاقة أصيلة بالتصميم والديكور، والرسم عليه له جماليّته وخصوصيته داخل المنزل، وهو يكمّل الديكور من حيث الموضة والألوان، كذلك فإن كل قطعة زجاج يكون لها طابع فريد.
يتيح فن الرسم على الزجاج الذي إمكانات غير محدودة من الإبداع والابتكار، تتقنها النساء بامتياز، بل وكثير منهن يقوم بتسويق ما ينتجه ويبدعه وذلك بعرضه تجاريًا في مراكز البيع والتسوق.
صقل الموهبة بالقراءة والاطلاع
الفنانة المغربية هاجر الرشيد اختارت أن تسوق بنفسها ديكوراتها الزجاجية، واستأجرت لهذا الغرض محلا تجاريا صغيرا في مركز تجاري كبير وسط الرباط.
وقالت هاجر الرشيد إنها تعلمت فن الرسم على الزجاج في إحدى الجمعيات النسائية، حيث تلقت دورة تكوين لم تتجاوز الشهر، تعلمت خلالها المبادئ الأساسية لهذا الفن، ثم صقلت ما تعلمته بالعمل وقراءة الكتب المتخصصة في هذا المجال. ولمباشرة الرسم على الزجاج، تقول هاجر: يجب أولا توفير الألوان المخصصة لهذا الغرض وكذا الأقلام والفراشي المناسبة، وهي متوافرة في المحلات التجارية.
وتتابع قائلة: بالنسبة للرسومات فيمكن إما ابتكار أشكال جديدة إذا كانت المرأة تتقن الرسم، او اقتناؤها جاهزة، وهذه الأخيرة تصلح للرسم على الطاولات الزجاجية، او زجاج النوافذ والأبواب، إذ لا تتطلب سوى تثبيتها خلف قطعة الزجاج الشفاف، ثم تتبع خطوط الرسم بقلم التحديد. بعد ذلك تأتي مرحلة التلوين وهي مرحلة تتطلب بعض التركيز حتى لا تخرج الألوان عن إطار الرسم، فيبدو غير متقن.
بالنسبة لتزيين الأكواب او المزهريات، مثلا، يتم اختيار الشكل الهندسي أولا، ثم تطبيقه بفرشاة على الكوب في المكان المراد تزيينه، وهذه المرحلة تحتاج الى بعض التركيز حتى لا ترتجف اليد أثناء إمساك الفرشاة، وخبرة تكتسب بالممارسة فيصبح التحكم في الفرشاة أمرا يسيرا للغاية.
وتقول الفنانة المغربية: أما عن اختيار الألوان المستعملة فلا حدود لها أو قيود، إذ بالإمكان مزج كل الألوان التي تتلاءم مع بعضها البعض، وتفضل معظم النساء الألوان الفاتحة والمشرقة مثل البرتقالي والبنفسجي والأخضر والأصفر، مع الاستعانة باللون الذهبي او الفضي لتحديد الرسم لما يضفيانه على الأواني الزجاجية من لمعان أثناء انعكاس الضوء.
وتنصح هاجر النساء اللواتي يقتنين هذه الأواني والديكورات الزجاجية، بعدم المبالغة في غسلها بالمنظفات القوية، حتى لا تفقد لمعانها مع الاستعمال المتكرر، خصوصا الأكواب.
هواية واحتراف
أماني أبو نعمة، فنانة تشكيلية فلسطينية لم تستسلم للواقع المجبول بالقهر والجوع والحصار المقيت في قطاع غزة، بل قبل تخرجها استثمرت موهبتها في الرسم، وأبدعت ونجحت في ربط دراستها بالحياة العملية؛ لتحظى بركن مخصص لها في معرض كبير للتحف والهدايا في المدينة.
الفنانة الفلسطينية تحكي عن تجربتها، وبدايتها والصعوبات التي تواجهها، وسبلها لثقل موهبتها، والأحلام التي تسعى لتحقيقها.
تقول أماني أبو نعمة، 25 سنة: “بدأت هواية الرسم عندي منذ صغري، وعندما دخلت الجامعة اخترت من أجلها تخصص الفنون الجميلة، وزامنت بين دراستي وموهبتي، حتى تطورت الغاية، وفي السنة الثالثة بدأت أنفذ ما أتعلمه أكاديمياً، فأرسم على الزجاج، وأحفر على الخشب، وأخطط على الأقمشة، ونال ما أنجزته رضا وقبول الكثيرين“.
وتضيف: “هذا شجعني لأخوض غمار الحياة بإصرار وثقة، رغم ما يعانيه قطاع غزة من بطالة، ولم أسترح من عبق الألوان والريشة الحرير، وهي تلد زخارفي وكلماتي على الزجاج، حتى قادتني الصدفة إلى أحد رجال الأعمال الكبار في مدينة غزة، ورأى ما أُنتج فأعجب وشجع، وعرض عليّ عملاً في متجره الشهير بالمدينة، مخصصاً لي ركناً مستقلاً لكي أبدع وأنتج تحفا ورسومات“.
قبول مجتمعي
شاركت الفنانة الشابة أماني، خريجة عام 2015، شاركت في أكثر من معرض متخصص في الفن التشكيلي والتحف في مدينة غزة، عرضت خلالها أعمالها المتميزة، وأصبح لها زبائن معتمدون يطلبون منها ما يرغبون كهدايا وتحف منزلية.
وتقول أماني: “بعد 5 سنوات من العمل وتحويل موهبتي إلى حرفة، نجحت في إقناع الناس بما أنتج، فأصبح لي زبائن يطلبون مني ما يرغبون، إضافة إلى ركني الخاص في المتجر بالقرب من ممره؛ ليشاهد الزوار ما أنتج بشكل مباشر، مستعرضة بعض التحف والأواني الزجاجية التي انتهيت من الرسم عليها، وهذه الخطوة جعلتني وجهاً لوجه مع الناس“.
وتتابع: “لا أخفي أنها كانت فكرة مرفوضة في البداية كوني فتاة، لكنني تقبلتها بعد أيام من تنفيذها، ووجدت أنها مثمرة للغاية، وزاد الطلب على ما أعمل“.