التهاب العظام الصديدي.. المشكلة والحل
التهاب العظام الصديدي أو تسوس العظام, يحدث نتيجة وجود بكتريا (ميكروب) فى العظام. وقد تصل البكتريا الى العظام نتيجة أحد الأسباب مثل: وجود كسر مفتوح مما يجعل الكسر معرض للهواء ومفتوح يسمح بالتقاط العدوي البكتيرية, أو تعرض العظام نفسها للبكتيريا والجراثيم, أو وجود التهاب صديدي فى مكان آخر من الجسم مثل الالتهابات الرئوية في الرئتين أو التهاب في المسالك البولية مما يؤدي إلى دخول بكتريا فى مجرى الدم وانتقالها إلى العظام, أو التقاط عدوي بكتيرية أثناء الخضوع لعملية جراحية معرضة العظام للعدوي, أو وجود التهاب صديدي فى أنسجة قريبة من العظام يبدأ فى غزو العظام المجاورة.
الحل
يقول الدكتور خالد عمارة استشاري العظام بطب عين شمس: في أغلب حالات التهاب العظام الصديدي يكون مصدر الميكروب غير معلوم, وقد يأتي عبر مسار الدورة الدموية من المعدة أو الرئة ويستقر في العظام بسبب نقص المناعة لأي سبب وقد يصل إلى العظام أيضاً عبر جرح في الجلد يصاحبه مشاكل في المناعة أو الدورة الدموية للعظام, وحين يتكون الإلتهاب يبحث الصديد عن مخرج, وهذا المخرج يمكن أن يكون من بين العضلات عبر الجلد أو أن يصل إلى المفصل.
والتهابات العظام الصديدية والتسوس يكون علاجه من خلال مسارات عديدة مترابطة منها تحسين المناعة وتنظيف التسويس والإلتهاب وإزالة مخابئ الميكروبات وزراعة مضاد حيوي موضعي مع إعادة بناء العظام؛ لكن كل هذا مترابط مع تحسين المناعة للمريض وعلاج المشاكل الصحية التي تؤثر على المناعة مثل نوعية الغذاء أو التدخين أو الأمراض التي تؤثر على المناعة مثل الأنيميا والسكر والكبد .. إلخ.
رفع مناعة المريض
يستطرد د. خالد عمارة: علاج الاتهابات العظام الصديدية ليس فقط جراحة لكنه منظومة متكاملة إلى أن يصل المريض إلى بر الأمان.
والعلاج يتكون من جزأين: جزء عام وهو رفع مناعة المريض وقدرته على الالتئام مثل علاج نقص التغذية أو مرض السكر وتحسين الصحة العامة، أما الجزء الثانى فهو القضاء على مكان الميكروب، وذلك بعمل تنظيف كامل لأى تسويس أو عظام ميتة أو إزالة أى جسم غريب، لأن هذه العظام الميتة تظل مخبأ للبكتيريا، حيث إن المضاد الحيوى يتم استعماله وسريانه بالدم فيصل إلى كل الأنسجة الحية ويقضى على الميكروبات بها وتكون هذه الأنسجة بها مناعة وقدرة التئام تجعلها قادرة على هزيمة الميكروبات.
أما الأجسام الغريبة والأنسجة الميتة فلا يكون لديها هذه القدرة، فتظل مخبأ للبكتيريا إلى أن تتم إزالتها جراحيا، كما يجب العمل على تحسين الدورة الدموية بالعظام ورفع تركيز المضاد الحيوى داخل العظام، ويتم هذا جراحيا بوضع أنواع من المضاد الحيوى فى مكان التسوس للقضاء على الميكروبات مثل استعمال الأسمنت العظمى الحامل للمضاد الحيوى واستعمال جهاز الضغط السلبى المستمر.. إلخ من الأجهزة التى تساعد فى القضاء على أى ميكروبات.
بعد القضاء الجراحى على الميكروبات يتم بناء العظام لتعويض الأنسجة المفقودة بسبب التلوث أو بسبب عد الالتئام، ويكون هذا بالطرق المختلفة لزراعة العظام أو طرق بناء العظام سواء بالمثبتات الخارجية أو بجهاز اليزاروف أو بالمسمار النخاعى أو بالطرق الأخرى.
وعلاج هذه الحالات رغم أنه يستلزم فترة طويلة وتكلفة عالية إلا أن نسبة نجاحه عالية جدا، بشرط أن يتبع الطبيب المعالج والمريض القواعد العلمية الحديثة واستعمال الأجهزة الحديثة لعلاج هذه الحالات، وأيضا يجب أن يكون لدى الطبيب المعالج خبرة كافية فى علاج الالتهابات الصديدية وبناء العظام.
ورغم هذه التكلفة العالية إلا أنها تضمن عودة المريض إلى حياته الطبيعية وتوفر عليه الكثير من الوقت والمال على المدى الطويل.