التصلب المتعدد: الكشف المبكر عن تغييرات جينية في الخلايا المناعية قد تنذر بالمرض
أظهرت دراسة حديثة أن تغييرات جينية معينة في الخلايا المناعية قد تكون مؤشراً مبكراً على احتمال الإصابة بمرض التصلب المتعدد (MS)، وهو مرض مناعي ذاتي يؤثر على الجهاز العصبي. الدراسة التي نُشرت على موقع LiveScience، تشير إلى وجود علامات في الخلايا المناعية قد تُنذر بالمرض قبل ظهور أي أعراض.
ما هو التصلب المتعدد؟
التصلب المتعدد (MS) هو مرض مناعي ذاتي يؤدي إلى التهاب الأعصاب التي تتحكم بالحركة والوظائف العضلية للجسم. يتسبب الالتهاب في تلف مادة “ميالين”، وهي المادة الدهنية التي تغلّف الأعصاب وتحميها. نتيجة لذلك، تظهر مجموعة من الأعراض التي تشمل:
- الألم
- التعب
- التنميل
- الضعف العضلي
- مشاكل في النظر
- اضطرابات في الحركة
دور الخلايا المناعية
تؤدي الخلايا المناعية دوراً مهماً في هذا المرض، حيث يساهم نوع معين من هذه الخلايا، التي تعمل عادة على محاربة الخلايا السرطانية، في إحداث التهاب في الأعصاب. بدلاً من حماية الجسم، تتجمع هذه الخلايا في مناطق معينة من الأعصاب وتسبب تلفها.
الإنذار المبكر وعلاماته
في محاولة لفهم المؤشرات المبكرة للتصلب المتعدد، أجرى الباحثون دراسة على 12 زوجاً من التوائم، كان أحد التوأمين مصاباً بالتصلب المتعدد والآخر ناجياً منه. على الرغم من أن التوأم الناجي كان معرّضاً للإصابة بمعدل 1 من 4، إلا أن التغيرات الجينية في خلاياه المناعية أظهرت أن هذه الخلايا كانت تحمل بعض العلامات المبكرة المرتبطة بالمرض، حتى دون ظهور الأعراض.
أهمية الاكتشاف
هذا الاكتشاف يعتبر مهماً لأنه حتى الآن لم تكن العوامل التي تسبق الإصابة بالتصلب المتعدد واضحة تماماً. يساعد الكشف عن هذه المؤشرات المبكرة على تشخيص المرض في مراحله الأولى، مما يزيد من فرص العلاج الفعّال وإبطاء تطور المرض.
الالتهاب الصامت
أظهرت الدراسة أيضاً أن التوائم الناجين من المرض عانوا من التهاب صامت في الجهاز العصبي المركزي، تم كشفه عبر الفحوص الطبية، رغم عدم ظهور أعراض التصلب المتعدد. هذا الالتهاب الصامت يعتبر مؤشراً مبكراً قد يساعد الأطباء في اتخاذ تدابير علاجية قبل ظهور الأعراض.
معرفة التغيرات الجينية والمناعية التي تسبق الإصابة بمرض التصلب المتعدد يمكن أن تساعد في تطوير استراتيجيات تشخيصية وعلاجية مبكرة. مما يمنح المرضى فرصة أكبر للتحكم في مسار المرض والحد من تأثيراته الضارة على الجهاز العصبي.