“التسول”.. غرائب وطرائف!
للشحاذة أو “التسول” قوانين وأصولاً وقواعد، وشروطاً، وأساتذة وأتباعاً يتأرجح فيها المستجدى أو السائل بين الضعف، والقوة.. الغباء، والذكاء.. البلاهة، والفطنة.. البكاء، والضحك.. التمرد والمسكنة.. ادعاء العجز وانتظار العطاء..
تعالوا معاً لنعيش رحلة في عالم “الشحاتة” ذلك العالم الملئ بالغرائب والعجائب.
اكتبني في “القاعدين”!
دخل “أبو حمزة الرقى” على “زياد بن عبد الله” وهو يفرق أموالاً بعثها إليه الخليفة العباسي “المنصور”، على أن توزع فى القواعد من النساء، والأيتام والعميان.
قال “أبو حمزة”: أصلح الله أمير المؤمنين.. قد بلغني الكبر، فاكتبني في القاعدين!
قال له: يغفر الله لك.. إنما القواعد النساء اللواتي قعدن عن الأزواج!
قال: فاكتبني فى العميان، فإن الله (جل ذكره) يقول: “فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور”.
وأشهد أن قلبى أعمى.. وأكتب ولدى فى الأيتام، فإن من كنت أباه فهو يتيم!
قال لهم: اكتبوه فى العميان، واكتبوا ولده فى الأيتام!
ورُويّ أن سائلاً أتى إلى رجل من “أصفهان”، فسأله شيئاً.. فسمعه ذلك الرجل، فقال لخادمه: يا مبارك: قل لقنبر، وقنبر يقول لعنبر، وعنبر يقول لجوهر، وجوهر يقول لياقوت، وياقوت يقول لزبرجد، وزبرجد يقول لزمرد وزمرد يقول لذهب، وذهب يقول لألماظ، وألماظ يقول لهذا السائل: يفتح الله عليك!
فسمعه السائل، فرفع يديه وقال: يا رب.. قل لجبرائيل، وجبرائيل يقول لإسرائيل، وإسرافيل يقول لميكائيل، وميكائيل ليقول لعزرائيل: أن يقبض روح هذا البخيل!
وروى الشاعر الراحل حافظ إبراهيم أنه كان يصحب صديقاً له ضعف بصره، واحتاج لرفقة “حافظ” إلى وزارة الأوقاف التى كانت تجرى عليه معاشا تقاعديّا لسابق عمله بها، ونظرا لما أصاب بصره من علة أثناء العمل تستوجب هذا المعاش، وعند مغادرتهما الوزارة، تقدم أحد المتسولين وهو يقول لصديقه: إدينى شئ لله، ربنا ينور لك عينيك!
فما كان من “حافظ” إلا أن صاح فى وجه الرجل: إنت عايزهم يقطعوا عيشه!
التسول بالقطط والكلاب
قالت “أخبار الحوادث” القاهرية: الروس.. بارعون الآن فى فنون التسول. فالأزمة الاقتصادية الخانقة التى تعيشها البلاد، دفعت الآلاف إلى التسول تحت سمع وبصر الشرطة التى قيل أن من بين أفرادها جنوداً يتمنون “خلع” الزى العسكري، والتحول إلى متسولين لأن رواتبهم لا تكفى.
ولم يعد التسول قاصراً على “مد” اليد أمام المارة فى شوارع “موسكو”، حيث
ابتكر المتسولون فنوناً أكثر تأثيراً فى المارة الميسورين.. استخدموا الآلات الموسيقية، والقطط والكلاب.
وأحدث طريقة للتسول: هي استخدام القطط المولودة حديثاً، ووضعها فى صناديق زجاجية أمام المنازل.. حتى يرق قلب المارة!
ولمزيد من التأثير على أهل الخير وضعت سيدة وأبنتها أمام صندوق القطط الصغيرة لافتة تدعو إلى دفع أى مبلغ لإطعام القطط الرضيعة التى فقدت أمها خلال “الوضع”!!
والشئ اللافت للانتباه أيضاً.. أن المتسولين – وخاصة النساء- يرفضون استخدام الأطفال الصغار- الرضع- فى التسول.
فهذا بالنسبة لهم عمل وحشي.. غير إنساني! كما أن أي شخص قد يوبخ المتسول إذا رآه يتسول، أو تتسول برضيعها!