البروفيسور محمد الطريقي يتحدث في “فصل آخر”: حين تتحول الخبرة إلى رسالة مجتمعية
حكمة ما بعد التقاعد: الشغف لا يشيخ

في الفيلم الوثائقي “فصل آخر”، لا يُقدَّم التقاعد كخاتمة لمسيرة مهنية، بل كبوابة نحو مرحلة أكثر عمقًا وإلهامًا. من بين الشخصيات التي جسدت هذا التحول، يبرز البروفيسور محمد الطريقي، الذي حل ضيفا على البرنامج، و أعاد تعريف معنى الإنجاز بعد انتهاء الخدمة الرسمية، مبرزاً أن الشغف لا يعرف عمرًا ولا يشيخ، وأن الإبداع لا يتقاعد.
البروفيسور الطريقي، المعروف بإسهاماته في مجال الإعاقة والتأهيل، وهو رائد في هندسة تقويم الأعضاء والتأهيل، وصاحب رؤية إنسانية عميقة في مجال دعم ذوي الإعاقة، لم يتوقف عند حدود التخصص الأكاديمي. بل انتقل في “فصله الآخر” إلى فضاء أوسع من التأمل، والمشاركة المجتمعية، وصناعة الأثر. من خلال مشاركته في الفيلم الوثائقي نجده يعيد صياغة علاقته بالزمن، ويستثمر خبراته في بناء مشاريع إنسانية، تتجاوز حدود المهنة لتلامس جوهر الإنسان.
خدمة ذوي الإعاقة: رسالة تُبقي الروح شابة وتُعيد تعريف العمر
في حديثه، يشارك البروفيسور محمد الطريقي رؤيته حول أهمية خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، ليس فقط كامتداد لتخصصه في هندسة التأهيل، بل كرسالة إنسانية تضفي على حياته معنى متجددا. ويعترف بأن هذه الخدمة تمنحه شعورًا بالاستمرارية، وتجعله لا يشعر بأنه تقدم في السن، بل كأنه يدخل مرحلة أكثر نضجًا وفاعلية. فالعطاء، هو ما يُبقي الروح شابة، ويمنح كل يوم قيمة تتجاوز التقويم الزمني.فخدمة ذوي الإعاقة رسالة تُبقي الروح شابة.
البروفيسور محمد الطريقي يرفض فكرة أن التقاعد يعني التوقف في مجتمعنا الإسلامي، ويؤكد أن هذه المرحلة تمنحه مساحة أكبر للتأمل، والمساهمة المجتمعية، ومواصلة التأهيل الفكري والإنساني. وبالتالي التقاعد هو مرحلة بناء لا انسحاب. كما يرى أن سنوات العمل ليست مجرد تراكم مهني، بل هي رصيد يمكن تحويله إلى مبادرات مجتمعية، تخدم الأجيال القادمة وتُسهم في بناء مجتمع أكثر شمولًا.
ما يميز ما تحدث عنه البروفيسور الطريقي هو رفضه لفكرة “الراحة السلبية” بعد التقاعد. بل هي مرحلة انتقالية تمنح المرء فرصة لإعادة توجيه الطاقة نحو ما يخدم المجتمع. ويؤكد أن الإنسان يظل منتجًا ما دام يحمل رسالة.
يعكس الشريط الوثائقي كيف تتحول الحكمة المتراكمة وخبرات السنين إلى قوة ناعمة تُلهم الأجيال. من خلال مشاركته في البرنامج، البروفيسور محمد الطريقي لا يقدّم نفسه كخبير فقط، بل كرفيق في رحلة الحياة، يشارك تجاربه، ويحفّز الآخرين على تجاوز الخوف من التغيير بسبب التقاعد.
ونستخلص من تجربة البروفيسور محمد الطريقي أن التقاعد ليس نهاية، بل بداية لفصل أكثر نضجًا وحرية. والخبرة المتراكمة يمكن أن تتحول إلى مشاريع مجتمعية مؤثرة. إضافة أن الشغف هو المحرك الحقيقي للاستمرارية، وليس المنصب أو الراتب وتتجلى الحكمة في كيفية مشاركة المعرفة مع تحويل الخبرات إلى أثر ملموس.
رابط اللقاء: