الاكتئاب والخرف: العلاقة الخفية التي تهدد حياتك اليومية
أصبح الاكتئاب واحدًا من أخطر التحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في عصرنا الحالي، حيث تتجاوز تأثيراته المزاجية لتشمل القدرة على التفكير واتخاذ القرارات وحتى أداء الأنشطة اليومية مثل الأكل والنوم والعمل. تشير الأبحاث إلى أن الاكتئاب يمكن أن يؤدي إلى تشوهات في القدرات الإدراكية، مثل الذاكرة والانتباه، وقد يكون مرتبطًا بتطور أمراض خطيرة مثل الخرف.
وفقًا لدراسات جديدة نشرتها «الجمعية الأمريكية للطب» (JAMA network open)، فإن الاكتئاب لا يؤدي فقط إلى اضطرابات نفسية، بل يرتبط بشكل وثيق بتدهور القدرات العقلية بمرور الوقت، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالخرف. يعاني كبار السن غالبًا من “التدهور الإدراكي”، لكن عندما يظهر التدهور في وظائف مثل الذاكرة والتخطيط، قد يكون هذا مؤشرًا على “الاختلال الإدراكي المعتدل” أو حتى الخرف.
الدراسات الحديثة تبرز أن الاكتئاب والخرف يشتركان في علاقة ثنائية الاتجاه؛ بمعنى أن كلا المرضين يمكن أن يؤدي إلى حدوث الآخر. أظهرت نتائج دراسة طويلة الأمد على 8268 متطوع تتراوح أعمارهم بين 50 عامًا فما فوق، أن المصابين بالاكتئاب معرضون بشكل أكبر لفقدان الذاكرة بمرور الزمن. ومن جهة أخرى، أظهر الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الذاكرة زيادة في أعراض الاكتئاب.
هل يمكن علاج الاكتئاب للوقاية من الخرف؟
العلاقة المعقدة بين الاكتئاب والتدهور الإدراكي تشير إلى ضرورة التدخل المبكر في علاج الاكتئاب، حيث يمكن أن يقلل من فرص تطور الخرف. العناية بالصحة النفسية والحفاظ على أسلوب حياة صحي قد يكون الحاجز الرئيسي الذي يمنع من الوقوع في هذا الفخ المزدوج.
لحماية نفسك من هذه المخاطر، ينصح «المعهد القومي للصحة العقلية» بممارسة الرياضة، اتباع نظام غذائي صحي، والنوم بشكل جيد. كما أن الحفاظ على التواصل مع العائلة والأصدقاء قد يكون واحدًا من أهم العوامل للحفاظ على صحة العقل والوقاية من الاكتئاب والخرف.