الصحة المستدامة

الأطباء ينصحون الحوامل بالتعرض لأشعة الشمس.. مواليد الصيف عظامهم أقوى من مواليد الشتاء!

أكدت دراسة بريطانية حديثة أهمية تناول الأم الحامل فيتامين (د) خلال أشهر الحمل، لتعزيز قوة وكثافة العظام لدى الجنين، وكشفت الدراسة أن الأطفال الذين تعرضت أمهاتهم لأشعة الشمس خلال فترة الحمل يولدون أطول بنحو 5 سم، ولديهم نسبة زيادة تقارب 12.75% سنتيمترا مربعا في عرض مساحة العظم، مقارنة بالذين ولدوا في مناطق تفتقر إلى ضوء الشمس.

وقال الدكتور جون توبياس – اختصاصي الروماتيزم والمشرف على الدراسة – “إن النتائج أظهرت أن الأطفال الذين يولدون في الصيف يتمتعون بعظام أقوى من حيث الكثافة، وأعرض من حيث الحجم من الذين يولدون في الفصول التي يقل فيها وجود أشعة الشمس كالخريف أو الشتاء”.

“أطفال الشمس”

ينصح الباحثون النساء الحوامل بتعزيز فيتامين (د) في أجسامهن خلال فترة الحمل، وقد عزا الباحثون الزيادة في حجم العظام إلى الزيادة في معدلات فيتامين (د) والذي يتم إنتاجه في الجلد بواسطة أشعة الشمس، حيث يعمل مع الكالسيوم لبناء العظام.

ويؤكد أطباء أمراض النساء والتوليد على أهمية دور فيتامين (د) للحوامل، حيث أن تأثيره لا يتوقف  فقط على الأطفال حديثي الولادة، بل يستمر على الأطفال حتى سن تسع أعوام، في إشارة إلى أن السيدات اللائي يلدن في شهور الصيف يلاحظ أن أطفالهن أطول بنسبة قليلة ممن ولدوا في الشتاء.

وينصح الأطباء المرأة الحامل بأن تحرص على التعرض للشمس 10 أو 15 دقيقة على الأقل يوميا في فترة الصباح وقبل الغروب ، مع الحرص على تحقيق التوازن في ذلك، لأن التعرض الزائد للشمس قد يسبب مشاكل صحية مثل سرطان الجلد.

ويُشار إلى أن فيتامين (د) هو منظّم الجسم الأساسي لتوازن الكالسيوم، ويساعد على تزويد العظم بالمعادن وتطوير الهيكل العظمي، كما يساعد في تشكيل خلايا الدم والمناعة, و قد أظهر فيتامين (د) قدرته على توفير الحماية من أمراض المناعة كالتهاب المفاصل المناعي، تصلّب الأنسجة المتعدّد، وسكّري الأطفال، حيث يساعد الجسم على الحفاظ على مستويات “الأنسولين” الضرورية في الدم.

وتشير الدراسات إلى وجود مصادر طبيعية لفيتامين (د) في بعض الأغذية مثل: الأسماك و منتجات الحليب التي يجب أن تحرص السيدات الحوامل على تناولها للحفاظ على نسبة فيتامين (د) في الجسم، حيث أن نقص هذا الفيتامين يسبب ترقق العظام ونقص الهرمونات، وتنصح الدراسات بضرورة مراجعة الطبيب، والتعرف على نسبة فيتامين (د) وكيفية تعويضه في حال نقصه.

تقوس القدمين

تسعى الأمهات إلى تعليم أطفالهن المشي في وقت مبكر، ويصاب العديد من الأطفال في هذا الوقت بمرض “تقوس القدمين” نتيجة عدم قدرة أقدامهم على تحمل ثقل الجسم، وترجع قدرة الطفل على المشي إلى التكوين العظمي لديه والذي يعود إلى عوامل عديدة أبرزها الفيتامينات التي تساعد على نمو العظام، ويلعب  فيتامين (د) دورا مهما في نمو العظام لدى الأطفال حديثي الولادة.

وفي هذا الصدد يؤكد الدكتور فتحي خليل – أستاذ طب الأطفال- أن إصابة الأطفال بالتقوس في مرحلة الطفولة المبكرة مرض له مراحله، يبدأ عندما يكون عمر الطفل 6 أشهر، وأن أسبابه متعددة وبناء عليها يتم تحديد خطورته.

ويشير الدكتور خليل إلى أن الطفل في الستة شهور الأولى لا يأخذ سوى الرضاعة الطبيعية أو اللبن المجفف حسب إرشاد الطبيب، وكلاهما لا يعطى الطفل نسبة فيتامين (د) الكافية، ومع محاولات الأم إيقاف الطفل على قدميه لتعليمه أولى خطوات المشي، يؤدى هذا إلى تقوس القدمين وهى مرحلة طبيعية يمر بها معظم الأطفال، ويمكن علاج هذا المرض في الستة شهور الأولى من عمر الطفل بإعطائه فيتامين (دي) بنقاط أو شراب، وجلوس الطفل في الشمس في الفترة الصباحية قبل العاشرة صباحا أو بعد الظهيرة أي بعد الرابعة مساء، حيث تكون أشعة الشمس غير ضارة.

وينصح الدكتور خليل الأمهات بالعمل على تعويض أطفالهن من نقص فيتامين (د) بعد مرور الستة الأشهر الأولى من خلال الأغذية، مثل كبد الطيور، والبيض، والوريقات الخضراء (الخضروات) ، بعد سلقها وفرمها لتكون سهلة البلع والهضم.

أما الدكتور محمد سامى – أستاذ طب الأطفال – فينصح بضرورة المتابعة الطبية للطفل لاكتشاف مرض “تقوس القدمين” مبكرا، مؤكدا أن الاكتشاف المبكر يسهم في العلاج المبكر، وتدارك المرض  قبل وصوله لمرحلة خطيرة يصعب العلاج فيها إلا من خلال التدخل الجراحي.

ويرى الدكتور سامي أن مرض “التقوس” قد يرجع إلى أمراض في الكلى تؤدى لفقدان الفسفور والكالسيوم، وعدم الاستفادة من فيتامين (دي) أو اضطراب في الغدد والجهاز الهضمى والكبد، وقد يرجع أيضا إلى سبب وراثي أو عيب خلقي في العظام أو مفصل الفخذ ما يؤثر على الساقين، مثل ضيق الحوض عند البنات، ونقص الحديد، والأنيميا، والالتهاب الرئوى في الشتاء، والإسهال في الصيف، وهي مضاعفات تصيب الطفل نتيجة الإهمال أو التعامل المتأخر مع تقوس القدمين.

ويؤكد أطباء الأطفال أن النقص الشديد في فيتامين (د) قد يؤدى إلى مرض “التتني” وهو عبارة عن تشنجات وتقلص في الأيدي والأرجل، ومن هنا ينصح الدكتور فتحي خليل بضرورة متابعة النمو والتطور الذى يحدث في ساق الطفل أثناء تناول الأغذية والعلاج المناسب لكل مرحلة.

العلاج المبكر للكساح

تشير الدراسات إلى أن فيتامين (د) يساعد المسنين أيضا على تخفيض نسبة خسارة العظم والكسور، كما تؤكد أبحاث متقدمة أن هذا الفيتامين يساعد في علاج تصلّب الأنسجة المتعدّد ومتلازمة “الجيب المريضة”.

ويرجع الأطباء مرض الكساح أو ترقق العظام إلى نقص فيتامين (د) لدى البالغين، ويتم علاج ترقق العظام عادة بمعوِّضات الكالسيوم وفيتامين (د)، ويرى المتخصصون أن الأفراد الذين يعانون من سوء الامتصاص المعوي عموما لديهم نقص فيتامين (د).

ولفيتامين (د) العديد من الوظائف والمصادر، وفي هذا الصدد يقول الدكتور خالد علي المدني – استشاري التغذية العلاجية ورئيس “الجمعية السعودية للغذاء والتغذية” –  إن فيتامين (د) يعمل على زيادة امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الأمعاء، وهما عنصران لازمان لتكوين العظام والأسنان، كما أن هذا الفيتامين يساعد على إعادة امتصاص الفوسفور من الكلى، وعلى الاستفادة من الفوسفور في حالة نقصه في الغذاء والعظام، مشيرا إلى أن زيوت الأسماك خاصة زيت كبد الحوت من المصادر الغنية بفيتامين (د) بالإضافة إلى الحليب والبيض والزبد.

زر الذهاب إلى الأعلى