ابتكار ثوري: جهاز يكشف سرطان الرئة من خلال التنفس
في خطوة علمية واعدة، يعمل فريق بحثي من جامعة “تشجيانغ” في الصين على تطوير جهاز فائق الحساسية يمكنه الكشف المبكر عن سرطان الرئة عبر تحليل النفس. باستخدام تقنية مبتكرة تعتمد على استشعار مستويات الإيزوبرين، وهو مركب يُعتقد أن انخفاضه يرتبط بسرطان الرئة، أظهر الجهاز دقة مذهلة في التجارب الأولية.
تقنية جديدة للكشف المبكر
أظهرت الاختبارات الأولية للجهاز، الذي يعتمد على رقائق نانوية مصنوعة من البلاتين والإنديوم والنيكل، قدرة على قياس مستويات الإيزوبرين بدقة تصل إلى 2 جزء في المليار. هذه التقنية تمكّنت من التمييز بين الأنفاس الصحية وأولئك المصابين بسرطان الرئة، حيث وُجد أن المرضى لديهم مستويات أقل من 40 جزءاً في المليار، مقارنةً بـ60 جزءاً وأكثر لدى الأشخاص الأصحاء.
فوائد غير مسبوقة
ما يجعل هذه التقنية مميزة هو كونها بسيطة، غير جراحية، منخفضة التكلفة، وسريعة. إذا تم تطويرها وتسويقها تجارياً، فإنها قد تغيّر مسار تشخيص سرطان الرئة، الذي يُعتبر السبب الرئيسي لوفيات السرطان عالمياً. ويأتي ذلك في وقت تبرز فيه الحاجة الملحة لطرق مبتكرة لاكتشاف المرض في مراحله المبكرة، حيث تكون العلاجات أكثر فعالية.
التحديات والطموحات المستقبلية
رغم هذه الخطوة الواعدة، يدرك الباحثون أن أمامهم طريقاً طويلاً. لا تزال هناك حاجة لفهم أعمق للعلاقة الدقيقة بين مستويات الإيزوبرين وسرطان الرئة، بالإضافة إلى تحسين خوارزميات تحليل البيانات ودمج التقنية مع الأجهزة المحمولة.
أمل جديد للوقاية
مع تسجيل 1.8 مليون حالة وفاة بسبب سرطان الرئة في عام 2020، تعكس هذه الدراسة أهمية البحث المستمر عن أدوات تشخيصية أكثر فعالية. إذا تمكن العلماء من تحسين هذه التقنية وتسويقها، فقد تكون وسيلة فعالة لإنقاذ الأرواح وتعزيز فرص العلاج المبكر.
كما يؤكد الباحثون: “إن استكشاف العلاقة بين الإيزوبرين وعوامل أخرى مثل العمر والحالة الصحية يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة لتحسين هذه التكنولوجيا الواعدة”