البيئة والطاقة المستدامةبيئة ومناخ

أمازون تحت المجهر: كيف تتحول المنتجات غير المباعة إلى نفايات؟

في تحقيق مثير للجدل قامت به القناة الثالثة البريطانية، كُشف النقاب عن ممارسات مقلقة تتعلق بشركة أمازون. وفقاً للتقرير، تم تجهيز صناديق من الإلكترونيات، الكتب، والاكسسوارات للتخلص منها، حيث تم إتلاف أكثر من 130 ألف عنصر “جديد أو مستخدَم بشكل طفيف” خلال أسبوع واحد فقط. أثار هذا الكشف غضباً واسعاً، وطرح أسئلة حول ممارسات أمازون ومدى إهدارها للموارد. لماذا لم يتم توجيه هذه المنتجات الصالحة للاستخدام نحو المحتاجين؟

بحسب وثيقة مسربة حصلت عليها القناة، تم تصنيف 124 ألف منتج للإتلاف خلال أسبوع واحد في أبريل الماضي، فيما تم التبرع بحوالي 28 ألفاً فقط. وأكد موظف سابق في أمازون أن نصف تلك المواد المعاد تدويرها كانت عبارة عن منتجات أعادها العملاء، بينما كانت البقية جديدة ولم تُستخدم قط.

أشار التقرير أيضًا إلى أن بعض التجار الخارجيين الذين يبيعون عبر أمازون يفضلون إتلاف بضائعهم غير المباعة بدلاً من تحمل تكاليف تخزينها لفترات طويلة، وهو ما يزيد من مشكلة الهدر. ليس هذا التحقيق الأول من نوعه؛ ففي ألمانيا، رصدت كاميرات منظمة “غرين بيس” خروج كميات كبيرة من البضائع للإتلاف أسبوعيًا. أما في فرنسا، فقد أتلفت أمازون بضائع بقيمة تتجاوز 4 ملايين يورو في عام 2018.

تداعيات بيئية واستجابة أمازون

وصف مسؤول في منظمة “السلام الأخضر” هذا السلوك بأنه “صادم”، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الهدر يمكن تفاديه. على الرغم من ذلك، نفت أمازون في بيان لها إرسال أي منتجات إلى مكبات النفايات في المملكة المتحدة، مدعية أن مراكزها تهدف إلى إعادة تدوير البضائع وتحقيق هدف “الحد من التخلص من المنتجات إلى صفر”.

هل التغيير ممكن؟

في ظل هذه الممارسات، يتزايد الضغط على الحكومة البريطانية لسن قوانين تحظر إتلاف البضائع القابلة للاستخدام لما لذلك من تأثير بيئي كبير. ودعا وزير الأعمال البريطاني، كواسي كوارتينج، أمازون إلى “فعل الشيء الصحيح”، معبراً عن قلقه العميق إزاء هذه التقارير.

ختامًا، يجب على الشركات الكبرى مثل أمازون تحمل مسؤولياتها تجاه البيئة والعمل على تقليل الهدر من خلال إعادة تدوير المنتجات أو التبرع بها لمن هم في حاجة، وذلك بدلاً من إتلافها.

زر الذهاب إلى الأعلى