هل تؤثر العدوى الفيروسية أثناء الحمل على خطر إصابة الجنين بالتوحد؟ دراسة تكشف الحقائق
كيف تؤثر العدوى الفيروسية أثناء الحمل على تطور التوحد لدى الأطفال؟
أشارت دراسة حديثة إلى وجود علاقة محتملة بين إصابة الأمهات الحوامل بعدوى فيروسية وزيادة خطر إصابة أطفالهن باضطراب طيف التوحد بعد الولادة. تسلط هذه النتائج الضوء على أهمية الرعاية الصحية للأم خلال فترة الحمل وأثرها المحتمل على نمو الجنين.
تفاصيل الدراسة:
أجريت الدراسة على مجموعة من الفئران الحوامل لفهم كيفية تأثير الالتهاب الناتج عن العدوى الفيروسية على تطور أدمغة الأجنة. كشفت الدراسة عن عدد من النتائج المهمة:
- ظهرت علامات عجز في النمو لدى أجنة الفئران بعد تعرض أمهاتها لفيروس.
- ارتبط هذا العجز بتطور اضطراب طيف التوحد.
- تم رصد هذه العلامات في الأجنة بعد 24 ساعة فقط من تعرض الأم للالتهاب.
تأثير الجنس على النتائج:
من المثير للاهتمام أن الدراسة أظهرت اختلافات بين الجنسين في التأثر:
- لم تظهر اضطرابات النمو على أجنة الفئران الإناث.
- بينما تأثرت ثلث الأجنة الذكور بشكل حاد.
أهمية هذه الدراسة:
تعتبر هذه الدراسة الأولى التي تستهدف تأثيرات الالتهاب ما قبل الولادة على إصابة الجنين بالتوحد. ويأمل الباحثون أن تسهم النتائج في:
- تحديد العلامات المبكرة للإصابة بالتوحد قبل الولادة.
- فهم أفضل لآليات تطور اضطراب طيف التوحد.
- تطوير استراتيجيات وقائية للأمهات الحوامل.
العوامل المؤثرة في الإصابة بالتوحد:
على الرغم من أن السبب الدقيق للتوحد لا يزال غير معروف تماماً، تشير الدراسات إلى تداخل عدة عوامل، بما في ذلك:
- العوامل الوراثية: تلعب دورًا هامًا في احتمالية الإصابة بالتوحد.
- العوامل البيئية: تشمل التعرض للمواد الكيميائية أو العدوى أثناء الحمل.
- عمر الوالدين: يزيد من خطر إنجاب طفل مصاب بالتوحد مع التقدم في السن.
تأثير الالتهابات أثناء الحمل:
أظهرت دراسات سابقة أن:
- العدوى الفيروسية الحادة في الثلث الأول من الحمل قد تزيد احتمالية إنجاب طفل مصاب بالتوحد بمقدار ثلاثة أضعاف.
- العدوى البكتيرية في الثلث الثاني من الحمل تزيد من الاحتمالية بمقدار مرة ونصف.
الآليات المحتملة:
يعتقد الباحثون أن الخلايا المناعية للأم قد تنشط أثناء الالتهاب الشديد، ما يؤدي إلى إنتاج مؤثر مناعي يسمى الإنترلوكين 17 (IL-17)، الذي قد يؤثر سلبًا على النمو الدماغي للجنين.
تفتح هذه الدراسة آفاقًا جديدة لفهم العلاقة بين صحة الأم أثناء الحمل وتطور اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال. ورغم أن هذه النتائج مشجعة، فإن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لفهم الآليات الدقيقة وتأكيد العلاقة. ما زالت الرعاية الصحية الجيدة للأمهات الحوامل أولوية لتقليل المخاطر المحتملة.