مولود أصمّ وأبكم.. “ياسين” تحدى إعاقته.. وأصبح “أصغر شيف” فى مصر
منذ وُلد الشيف الصغير “ياسين محمود”، الذي لم يتجاوز عامة العاشر، وهو لا يسمع، ولا يتكلم. وبعد معاناة سنوات طويلة بين الأطباء ومراكز التخاطب، أجرى مؤخراً عملية جراحية لـ “زراعة قوقعة” لاستعادة السمع، التي لا تتجاوز نسبة نجاحها 1%، ولكن شاء القدر أن تنجح العملية وأن يسمع الطفل “ياسين” ويتكلم. واستغلت والدته شغفه بالمطبخ لتعليمه النطق والكلام دون خوف.
يقوم “ياسين” حاليا بطهى كل المأكولات المتخلفة سواء البيتزا، الكشرى، الكبدة الإسكندراني، كل أنواع المعكرونات، حتى خبيز العيش.
قصة كفاح ونجاح
لم يكن والدا الطفل “ياسين” يتصوران أن مستقبلاً مليئاً بالتفاعل والإعجاب والتكريمات ينتظر طفلهم الذي ولد أصم وأبكم، وأصبح “أصغر شيف في مصر”.
ولد ياسين أصم وأجمع جميع الأطباء على أنه حالة نادرة لن يجدي معها زراعة قوقعة للأذن، وأن قدره أن يعيش بإعاقة سمعية دائمة. هذا الأمر شكّل صدمة للأم والأب اللذين حاولا طرق كل الأبواب لحل مشكلة ياسين، فتركوا محافظة الدقهلية، مكان إقامتهم أقاموا في القاهرة مدة سنتين كاملتين، أعقبتهما سنتان في محافظة الإسكندرية لعرض الطفل على كل طبيب شهير قد يكون بيده الأمل. وبعد 4 سنوات كاملة من البحث، تمكنا من إجراء جراحة ناجحة لزراعة قوقعة داخل أذن ياسين لتبدأ بعدها رحلة طويلة من التأهيل والتخاطب.
من جهتها، حصلت الأم على دبلوم “تخاطب عام”، أعقبته بدبلوم في “صعوبات التعلم”. وهي تحضّر الآن رسالة ماجستير في “التربية الخاصة والإعاقات السمعية”، وتسعى في كل الاتجاهات “لجعل ياسين نموذجا مشرفا في المجتمع”.
وتقول والدة ياسين: “أحبَّ ابني دخول المطبخ وتعلم الكلمات من خلال الطبخ وهو يصرّ على إعداد الأكلات والحلويات الشهية بنفسه رغم صغر سنه”.
وتضيف: “فاجأني في إحدى المرات حين طلب مني تصويره أثناء إعداد البيتزا ليقوم بتقليد الشيفات في برامج التلفزيون. وأحبَّ الأمر فأصبحت عادة، حتى قمت بعمل صفحة له على فيسبوك باسم “الشيف ياسين محمود”، ويتابعها الآن آلاف الأشخاص”.
وكان لإيمان والدي “ياسين” به، وإصرارهما على الكفاح من أجله وتخطي كل الصعاب من أجل مستقبل أفضل، ثماره مبكراً، حيث تم تكريم ياسين في أكثر من مناسبة محلية لمشاركاته وتفاعله. وينتظر تكريمه بعد أيام “كأكثر الشخصيات المؤثرة على مستوى محافظة دمياط”.
ويبرع الشيف الصغير في إعداد المعجنات كالبيتزا والفطائر والوافلز والكيك. وقد التقى بأشهر شيف في مصر، “الشيف حسن” الذي أطلق عليه لقب “أصغر شيف في مصر”. بجانب الطبخ، يحلم ياسين بدراسة علوم “صناعة الروبوت”.
فى أعقاب نشر قصة الطفل ياسين محمود، الذى تحدى ضعف السمع بعشقه للمطبخ، حقق الشيف حسن أمنية الطفل فى لقائه باعتباره قدوته.
والتقى الشيف حسن مع ياسين ووالدته، ودعم الشيف الصغير، وتقول والدته منى شكرى: “قال له أنت بطل يا ياسين وأنا بدعمك، ولو احتجت أى حاجة أو وصفة معينة كلمنى وقولي على طول، انت طفل موهوب وأنا معاك، وهقدم لك إهداء في الحلقة الجاية من خلال البرنامج بتاعى على الهوا” .
وقام الشيف حسن بتصوير فيديو 30 ثانية مع ياسين قال فيها” يا جمالو ياجمالو .. يا تركاتك يا حركاتك يا ياسين!”.