ما يعادل بطاقة ائتمانية من البلاستيك كل أسبوع !!. دراسة خطيرة تكشف عن معدل ما يبلعه الإنسان من البلاستيك أثناء تناوله للوجبات الغذائية
تتواجد المواد البلاستيكية في كل مكان من حولناـ في صورة أوانٍ وحبال وقنانٍ وحقائب، وأكياس تستخدم في تعليب وحفظ الأطعمة. إلا أن التساؤلات ازدادت خلال السنوات الأخيرة حول ما إذا كان تعريض طعامنا لكل هذا القدر من البلاستيك، آمناً؟. مؤخراً كشفت دراسة خطيرة أجراها “الصندوق العالمي للطبيعة”، إلى أن من المحتمل أن يبتلع المرء ما يعادل بطاقة ائتمانية من البلاستيك كل أسبوع !!.
وتركزت الدراسة على مياه الشرب المختلطة بمواد بلاستيكية وأطعمة مثل الكائنات المحارية البحرية التي يميل الناس لالتهامها قطعة واحدة بما قد تخزنه في جهازها الهضمي من جزيئات البلاستيك.
واستخدمت وكالة “رويترز” نتائج الدراسة في تصور هذه الكميات من البلاستيك بمرور الوقت.
ففي غضون شهر نبتلع ما يعادل وزن قطعة عادية من لعبة الليجو. وخلال سنة يعادل ما نتناوله من البلاستيك خوذة أحد رجال الإطفاء!!.
وبهذا المعدل يمكن أن يصل ما نتناوله من جزيئات البلاستيك خلال عشر سنوات إلى 2.5 كيلوجرام. وخلال حياة الإنسان يصل ما يستهلكه إلى نحو 20 كيلوجراماً.
دراسة أخرى
وتعضد الدراسة أعلاه دراسة أخرى نشرتها دورية “إنفيرومنتال ساينس آند تكنولوجي”، تشير إلى أن المواطن الأمريكي يستهلك في المتوسط أكثر من 70 ألفًا من حبيبات البلاستيك سنويًّا، دون أن يصل إلى علمه بعدُ انعكاسات هذا الأمر على صحته!!.
وقد حاول الباحثون معرفة كم استهلاك البشر لحبيبات البلاستيك، فقاموا بمراجعة 26 دراسة سابقة اعتمدت على تحليل كميات هذه الحبيبات فى الأسماك، والمحار، والسكريات المضافة، والملح، والكحول، ومياه الصنبور، والمياه المعبأة والهواء. ولم يتم إدراج باقي أنواع الأطعمة؛ لقلة البيانات المتاحة.
وقام الباحثون بتقدير كم هذه الأطعمة التي يستهلكها الفرد وفقًا لدليل الإرشادات الغذائية للأمريكيين (2015- 2020).
وتبيَّن أن استهلاك حبيبات البلاستيك يتراوح بين 74 ألفًا و121 ألف وحدة سنويًّا، وفق العمر والجنس. كما أن مَن يستهلكون المياه المعبأة فقط يستهلكون نحو 90 ألفًا من حبيبات البلاستيك الإضافية سنويًّا، مقارنة بمَن يشربون مياه الصنبور.
ويؤكد الفريق البحثي أن هذه التقديرات ليست كافية، إذ إنها تعتمد فقط على 15% من كم السعرات الحرارية التي يستهلكها المواطن الأمريكي، وهو ما يستدعي إجراء المزيد من الدراسات لفهم الآثار الصحية لابتلاع حبيبات البلاستيك.
يقول “كيران كوكس” –الباحث بقسم الأحياء بجامعة “فيكتوريا” الكندية، والمشارك في الدراسة- في تصريحات صحفية: “من المتوقع أن يبلغ حجم النفايات البلاستيكية التي يلقى بها في مقالب القمامة أو المنتشرة في البيئة 12 مليار طن بحلول عام 2050 إذا لم يجرِ التصدي بقوة لهذه المشكلة، وذلك مقارنة بنحو 4.9 مليارات طن (تمثل 60% من إنتاج البلاستيك العالمي) في عام 2015”.
ويضيف أن “هناك دلائل واضحة على أن حبيبات البلاستيك تتسرب إلى الأطعمة كثيرة الاستهلاك عبر الحيوانات التي تبتلعها من البيئة المحيطة، أو تنتقل إلى الإنسان في أثناء عملية الإنتاج أو عند تغليف الطعام بالمواد البلاستيكية. ويُقدر إجمالي ابتلاع حبيبات البلاستيك واستنشاقها سنويًّا بنحو 81 ألف وحدة للأطفال الذكور، و121 ألفًا للذكور البالغين، و74 ألفًا للفتيات، و98 ألفًا للبالغات من الإناث”.
ويوصي “كوكس” بإجراء مزيد من الأبحاث لفحص مدى تلوث الأطعمة التي تمثل المصادر الرئيسية للغذاء في العالم -مثل الحبوب، والخضراوات، واللحوم، والدواجن- بحبيبات البلاستيك، مضيفًا أن “أكثر الوسائل فاعليةً لتقليل الاستهلاك البشري لحبيبات البلاستيك تتمثل في تقليل إنتاج البلاستيك واستخدامه”، وفق وصفه.
يذكر أن حبيبات البلاستيك تنتج من مصادر شتى، منها تحلُّل المنتجات البلاستيكية الكبيرة في البيئة أو تلك الحبيبات التى تسقط من الحاويات الناقلة للطعام والشراب خلال مرحلة التعبئة. وقد تنفذ داخل الجسم دون قصد عند تناول الطعام أو استنشاق هواء يحتوي على حبيبات البلاستيك، وقد تتسلل داخل أنسجة الجسم إذا كانت متناهية الصغر، ما قد يثير ردود فعل مناعية أو يتسبب في تسرُّب مواد سامة إلى الجسم.