الدمج والإعاقة

ماتيس فوكس المخترع الكفيف

لم يثنيه فقدانه للبصر في سن الثانية عشرة عن مواصلة أحلامه وآماله، فأبدع وواصل حلم رغم الإعاقة وتمكن من أن يصبح واحداً من المخترعين الذين تركوا بصمتهم في هذه الحياة.

إنّه المخترع الألماني ماتيس فوكس والذي يلقب باسم المخترع الكفيف، والذي يبلغ من العمر حالياً 46 سنة.

درس ماتيس علم النفس في جامعة فوبرتال الألمانية، وتمكن من الحصول على الشهادة الجامعية، قبل أن يلتحق بمجموعة من الدورات الهندسية وهو المجال الذي أحبّه وأبدع فيه فيما بعد.

وتمكن فوكس من اختراع مجموعة من الأشياء المفيدة والتي ساهمت في إثراء العلم، ومن أبرز اختراعاته جهاز تخطيط القلب من أجل إجراء الفحوصات للحيوانات دون التسبب لها بأي ألم، وعمد إلى ربط عملية تخطيط القلب مع تخطيط الدماغ بسبب تعذر وضع المجسات على جلد الحيوانات بسبب وجود الشعر والوبر.

ومن اختراعاته أيضاً جهاز تلقيب صفحات الكتاب بشكلٍ آلي، إذ يتم توصيل هذا الجهاز بالماسحة الضوئية التي تقوم بدورها بتحويل الكلمات إلى نص مقروء، ومن ثم تحولها آلياً إلى نص مسموع بوقتٍ قصير.

ولأنّه كفيف فقرر اختراع عصا مختلفة عن العصا التي يستخدمها الأشخاص الذين يعانون من فقدان البصر، إذ طور ماتيس فوكس عصا لها دواليب تساعده على اكتشاف العوائق الموجودة أمامه بشكل أفضل وأسرع من العصا التقليدية وتنبه لها لكي يبتعد عنها.

وتحدث فوكس عن إعاقته وقال إنّ الإعاقة انعكست بشكل إيجابي عليه فجعلته يضطر للتفكير بشكل معقد لكي يستطيع بخدمة نفسه متجاوزاً إعاقته.

ويؤكد على أن نجاحه ودخوله عالم المخترعين رغم فقدانه البصر كان بفضل دعم والديه، وقال إنّ الكثير من المكفوفين لا يلقون الدعم من عائلتهم وهذا ما يحرمهم من الإبداع، في حين قام والداه بدعمه بشكلٍ كبير من تأمين الأمور التي تساعده في العملية البحثية، ومساعدته على المشاركة في النشاطات الاجتماعية، وممارسة الرياضة في أوقات فراغه، وأشار إلى أنّه يتقن رياضة الجودو ويقوم بممارستها ثلاث مرات في الأسبوع.

هذه كانت قصة المخترع الكفيف ماتيس فوكس الألماني الذي نجح في التغلب على إعاقته وسطر اسمه في قائمة المخترعين والباحثين في العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى