لأول مرة في التاريخ.. رائد فضاء من ذوي القدرات الخاصة
في سابقة هي الأولى من نوعها، أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية عزمها إطلاق أول رائد فضاء من أصحاب الهمم في العالم، فيما تقدم الآلاف لاقتناص هذه الفرصة.
وبحسب تصريحات صحفية لرئيس وكالة الفضاء الأوروبية جوزيف أشباخر، فإن برنامج الفضاء، المكون من 22 عضوًا، أُغلق باب التقدم إليه بعد أن استقبل نحو 22 ألف متقدم.
وأضاف المسؤول الأوروبي: “نرغب في إرسال رائد فضاء من ذوي الاحتياجات الخاصة في سابقة نرى فيها ذلك لأول مرة”.
ومضى يقول: “إنني سعيد بوكالة الفضاء الأوروبية لأنها تظهر بذلك أن الفضاء للجميع، وهذا شيء أود أن يعلمه الناس”.
واجتذب إعلان الوظائف الجديد 3 أضعاف عدد الطلبات التي وردت في آخر إعلان منذ نحو عقد من الزمن، إذ بلغ عدد المتقدمين حينها 8 آلاف متقدم، كانت نسبة النساء من بينهم 15 بالمئة، أما هذه المرة وصلت نسبة النساء إلى ربع عدد المتقدمين تقريبًا. وهو رقم قياسي بالمقارنة مع 8413 في عام 2008.
وتهدف الوكالة إلى تحقيق توازن بين الجنسين في حملة التوظيف التي أغلقت في 18 يونيو الجاري، إذ تقدم عدد كبير من النساء، بنسبة بلغت 24٪ من المتقدمين، و200 شخص من ذوي الإعاقة.
ويقول المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية، جوزيف أشباتشر: “لقد اندهشنا جميعا من عدد المتقدمين الكبير وأعتقد أن ما نراه يعد أمرا تاريخيا لأنه أكثر بكثير مما توقعناه”.
ويضيف أشباتشر أن هذا الإقبال الكبير يعبر عن الاهتمام والحماس لدى الناس في جميع أنحاء أوروبا للانضمام إلى طاقم رواد الفضاء.
تلقت وكالة الفضاء الأوروبية طلبات من جميع الدول الأعضاء والأعضاء المنتسبين في الاتحاد الأوروبي، البالغ عددهم 25، وجاءت معظم الطلبات من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا.
وفي أول سابقة في هذا المجال، تسعى الوكالة إلى إدماج الأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية، خاصة الذين فقدوا أرجلهم او أقدامهم، لتحديد التعديلات التي ستكون ضرورية للمحطات الفضائية لاستقبالهم.
تعتبر المنافسة شديدة إذ سيتم اختيار أربعة إلى ستة أشخاص فقط كرواد فضاء في أوروبا، مع فريق احتياطي مكون من حوالي 20 شخصا. وسيخضع المرشحون لفحص مكثف خلال عام 2022 لإصدار القرار النهائي في أواخر العام.
وتجدر الإشارة إلى أن الوكالة الأوروبية أرسلت امرأتين فقط إلى الفضاء حتى الآن، وهما كلودي هاينيري وسامانثا كريستوفوريتي.
وعلى الصعيد العالمي، 65 من بين أكثر من 560 من رواد الفضاء الذين اكتشفوا الفضاء كانوا نساء، معظمهن من الولايات المتحدة.
ومن المفترض أن يستثمر الاتحاد الأوروبي ما يقرب من 9 مليارات يورو إلى غاية عام 2027 لتمويل برامج الوكالة التي تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي والرقمنة وحماية البيئة.
ومن المقرر أن يذهب رواد الفضاء هؤلاء إلى ما وراء محطة الفضاء الدولية؛ حيث سينتشر البعض في محطة Gateway الأميركية المخصصة لإرسال رواد الفضاء إلى سطح القمر عام 2024، بينما تفكر الدول الأعضاء في وكالة الفضاء الأوروبية في دعوة وكالات الفضاء الصينية والروسية للمشاركة في مشروع قاعدة القمر المماثل الخاص بهم.
ومن بين البرامج المخطط لها مستقبلا هو اختبار برنامج يستخدم نظام التشفير الكمي القائم على الأقمار الاصطناعية للاتصالات الآمنة، وبرنامج آخر لرصد الفضاء بهدف البحث عن أي حطام خطير محتمل.