الرعاية الصحيةالصحة المستدامة

كيف تحمي المعينات السمعية دماغك؟ دراسة جديدة تكشف فوائد غير متوقعة

في عالم الطب الحديث، تُعد الوقاية من الأمراض العصبية محور اهتمام الكثيرين، وخاصة مع تزايد الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر مثل مرض باركنسون. دراسة جديدة شملت أكثر من 3.5 مليون من قدامى المحاربين الأمريكيين قد تكون الطريق لفهم علاقة جديدة وغير متوقعة بين أجهزة دعم السمع، المعروفة أيضًا بـ “المعينات السمعية”، والوقاية من هذا المرض العصبي الخطير.

فقدان السمع والخطر الخفي

كشفت الدراسة التي أُجريت في الولايات المتحدة عن أن فقدان السمع يرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بمرض باركنسون، وكلما كان فقدان السمع أشد واستمر لفترة أطول، ازدادت خطورة الإصابة بهذا المرض. وبينما تُظهر البيانات زيادة في نسبة الإصابة بين من يعانون من ضعف السمع، وجدت الدراسة أن استخدام المعينات السمعية يقلل من هذا الخطر بشكل كبير.

دور المعينات السمعية في الحفاظ على صحة الدماغ

لا تكمن أهمية المعينات السمعية في تحسين السمع فقط؛ بل يتضح أنها تساهم أيضًا في حماية الدماغ من التدهور المعرفي. فعندما يتعرض الأشخاص لفقدان السمع دون تدخل، قد يكون الدماغ أكثر عرضة للتنكس العصبي، الأمر الذي يجعل مرض باركنسون والخرف أقرب إليه. وتوضح الدراسة أن استخدام المعينات السمعية يساعد في تقليل هذا الخطر بفعالية، حيث وجد الباحثون أن المستخدمين لهذه الأجهزة أقل عرضة بنسبة 19% لإظهار علامات التدهور المعرفي.

كيف تعمل المعينات السمعية كحاجز وقائي؟

قد تبدو فكرة أن المعينات السمعية تمنع التدهور المعرفي مفاجئة، ولكن العلماء يؤكدون أن الحفاظ على صحة السمع يعزز من نشاط الدماغ ويحافظ على تماسك المسارات العصبية. فمن خلال توفير بيئة صوتية أفضل، تقل الحاجة لتعويض نقص السمع بنشاط دماغي إضافي، وهو ما يقلل من إرهاق الدماغ ويحد من ضعف الذاكرة.

نصيحة للأطباء: الكشف الدوري عن السمع للوقاية

يقترح الدكتور لي نيلسن، قائد فريق الدراسة من جامعة ولاية أوريغون، أن يكون الفحص الدوري للسمع من أولويات الأطباء، خاصةً لدى كبار السن. فقد أثبتت النتائج أن أجهزة السمع ليست فقط وسيلة لتحسين جودة الحياة، بل وسيلة عملية ومنخفضة التكلفة للحفاظ على صحة الدماغ ومنع التدهور العصبي والمعرفي.

نظرة مستقبلية: المعينات السمعية كعلاج وقائي شامل

تُشير هذه الدراسة إلى أن دعم السمع لا يرتبط فقط بصحة الأذن، بل يمتد ليشمل صحة الدماغ بشكل مباشر. إذ يمكن أن يكون لفحص السمع المبكر واستخدام المعينات السمعية دور كبير في الوقاية من أمراض الشيخوخة العصبية مثل مرض باركنسون.

زر الذهاب إلى الأعلى