المرأة والتنمية المستدامةتمكين المرأة

كسر الحواجز: دعم النساء ذوات الإعاقة ضد العنف

يُخصص الثالث من ديسمبر من كل عام للاحتفال باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، بهدف تعزيز حقوق هذه الفئة وتسليط الضوء على التحديات التي يواجهونها في المجتمع. يهدف هذا اليوم إلى زيادة الوعي بأهمية خلق بيئات شاملة ومستدامة تتيح للأشخاص ذوي الإعاقة التمتع بكافة حقوقهم دون تمييز. وتبرز النساء ذوات الإعاقة كفئة تحتاج إلى دعم مضاعف، ليس فقط لحماية حقوقهن بل أيضًا لحمايتهن من العنف والتمييز.

لماذا تعتبر النساء ذوات الإعاقة أكثر عرضة للعنف؟

تتعرض النساء ذوات الإعاقة لمخاطر أعلى من العنف بجميع أشكاله، سواء كان جسديًا، نفسيًا، أو اجتماعيًا. وغالبًا ما يُستغل ضعفهن الجسماني أو العزلة التي قد يتعرضن لها من قبل بعض أفراد المجتمع. وتشير الإحصاءات إلى أن النساء ذوات الإعاقة أكثر عرضة للعنف بنسبة تصل إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالنساء غير المعاقات.

الأسباب التي تزيد من تعرض النساء ذوات الإعاقة للعنف:

  • الاعتماد على الآخرين: في كثير من الأحيان، تحتاج النساء ذوات الإعاقة إلى مساعدة من أشخاص آخرين، سواء كانوا أفرادًا من الأسرة أو مقدمي الرعاية، مما يزيد من خطر تعرضهن لسوء المعاملة.
  • وصمة العار المجتمعية: قد يُنظر إلى النساء ذوات الإعاقة في بعض المجتمعات على أنهن أقل قيمة، مما يجعلهن أكثر عرضة للتمييز والعنف.
  • صعوبة الوصول إلى الدعم القانوني: قد تكون النساء ذوات الإعاقة أقل وعيًا بحقوقهن أو أقل قدرة على الوصول إلى الدعم القانوني، مما يزيد من احتمالية استغلالهن.

كيف يمكن دعم النساء ذوات الإعاقة؟

1. تعزيز الوعي المجتمعي:
تبدأ الحلول من المجتمع نفسه، حيث يجب نشر الوعي حول حقوق النساء ذوات الإعاقة، وتوضيح أن كل فرد يستحق حياة كريمة وآمنة. حملات التوعية المستمرة تعزز الإدراك بأن النساء ذوات الإعاقة لسن ضعيفات، بل لديهن حقوق كاملة يجب احترامها وحمايتها.

2. إنشاء أنظمة دعم قوية:
من الضروري توفير مراكز متخصصة لتقديم الدعم للنساء ذوات الإعاقة، سواء كان دعمًا نفسيًا، اجتماعيًا، أو قانونيًا. هذه المراكز يجب أن تكون مجهزة للتعامل مع حالات العنف وتقديم الدعم اللازم بطريقة تراعي احتياجات النساء المعاقات.

3. تحسين الوصول إلى العدالة:
لضمان حماية حقيقية لحقوق النساء ذوات الإعاقة، يجب توفير إجراءات قانونية يسهل الوصول إليها. يجب أن تكون الجهات المختصة جاهزة للتعامل بحساسية مع حالات النساء ذوات الإعاقة وضمان تقديم الدعم الكافي لهن أثناء الإجراءات القانونية.

4. تفعيل السياسات الشاملة:
يتطلب التغيير وجود سياسات واضحة وشاملة تحمي حقوق النساء ذوات الإعاقة وتوفر لهن بيئة خالية من العنف. وهذا يشمل تطبيق القوانين التي تجرّم كافة أشكال العنف، وتضمن توفير خدمات إعادة التأهيل والدعم النفسي لهن.

الأمل في مستقبل خالٍ من التمييز والعنف

يأتي اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة كفرصة لتذكير المجتمع بأهمية دعم هذه الفئة وضمان حقوقها. النساء ذوات الإعاقة لسن وحدهن؛ المجتمع بأكمله مسؤول عن توفير بيئة آمنة تدعمهن وتحمي حقوقهن. بمساهمتنا، يمكن أن نكون جزءًا من بناء عالم يتسع للجميع، حيث تُحترم فيه كرامة كل إنسان، وتتحقق العدالة

زر الذهاب إلى الأعلى