علوم وتكنولوجيا

كتاب “الذكاء الاصطناعي: مقدّمة موجزة”.. جرعة تقنية وفكرية للبروفسورة مارغريت بودِن

يحتوى كتاب “الذكاء الاصطناعي: مقدّمة موجزة(Artificial Intelligence: A Very Short Introductionللبروفسورة مارغريت بودِن (Margaret Boden)، الأستاذة المخضرمة رئيسة قسم العلوم الإدراكية والمعلوماتية والذكاء الاصطناعي في جامعة سسّكس البريطانية. على جرعة تقنية وفكرية، لكنها تبقى جرعة سائغة المذاق متى كان القارئ يتوفر على شغف حقيقي، ورغبة كبيرة في معرفة أكثر عمقاً عن الخلفيات الفكرية والفلسفية والتقنية للذكاء الاصطناعي. الكتاب نشرته جامعة أكسفورد، ضمن سلسلتها الشهيرة من كتب المُقدمات الموجزة.

الذكاء الاصطناعي الضيق.. الذكاء الاصطناعي العام

يضم الكتاب بودِن عن الذكاء الاصطناعي مقدمة و7 فصول. يتناول الفصل الأول المعنون بـ”ما الذكاء الاصطناعي؟” مقاربة تعريفية ذات طبيعة إجرائية للذكاء الاصطناعي. وهنا، يتم تمييز الذكاء الاصطناعي إلى ذكاء اصطناعي ضيق (Narrow AI) وذكاء اصطناعي عام (General AI) (يكتب في العادة AGI في أدبيات الذكاء الاصطناعي).

علم النفس المعرفي

ويتناول الفصل الثاني موضوعة الذكاء على أساس رؤية علم النفس المعرفي، ثم تفردُ المؤلفة جزءاً كبيراً من هذا الفصل للبحث عن الكأس المقدسة في الذكاء الاصطناعي، والمقصود بهذا البحث بلوغ مرحلة الذكاء الاصطناعي العام وخوارزميات التعلم العميق للآلات، وهذه هي المرحلة التي قد تقود لنشوء متفردة تقنية تتقدم فيها القدرة الآلاتية (الروبوتات) على مقدرات الكائن البشري، على الأصعدة المعرفية والذكائية وقدرة معالجة البيانات الضخمة. أما الفصل الثالث فيتناول موضوعات (اللغة، والإبداع، والمشاعر) التي هي في جوهرها موضوعات تنتمي لحقل علم النفس العام والمعرفي.

تعتمد المؤلفة على مقاربة توفيقية بين الكائن البشري والآلة، وهذه المقاربة (وكثير من المقاربات المناظرة) هي التي تشكل جوهر اهتمام البروفسورة بودِن. وتتناول المؤلفة في الفصل الرابع موضوعة (الشبكات العصبية الذكية)، وتتناول في الفصل الخامس موضوعة (الروبوتات والحياة الذكية)، ثم تضع عنواناً للفصل السادس بهيئة سؤال (هل هو ذكاء حقاً؟)، في إشارة إلى الطبيعة الإشكالية للذكاء الاصطناعي، واختلافها عن الذكاء الطبيعي. وتختتم المؤلفة الكتاب بتناول موضوعة (المتفردة) التي يمكن أن تنشأ عن تقدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى حدود قد تأذن بدخولنا عتبة عصر الأنسنة الانتقالية (Transhumanism)، ما بعد الإنسانية (Posthumanism) والسايبورغات (Cyborgs) التي هي كائنات بشرية معززة بوسائل تقنية عالية التعقيد.

حول المؤلفة

مارغريت بودن (Margaret Boden)‏ هي باحثة في مجال الذكاء الاصطناعي  بريطانية، ولدت في 26 نوفمبر 1936 في لندن في المملكة المتحدة.

المؤلفات

جاءت البروفسورة “مارغريت بودِن” لحقل الذكاء الاصطناعي متسلحة بخلفيتها الأكاديمية الواسعة في حقل علم النفس المعرفي، ويمكن تحسس هذا الأمر في معاينة عناوين كتبها المنشورة سابقاً، ومنها: “عقول وميكانيزمات” (1981)، و”الذكاء الاصطناعي في علم النفس: مقالات مشتبكة الاهتمامات” (1989)، و”العقل الخلاق: أساطير وآليات” (1990)، و”فلسفة الحياة الذكية” (1996)، و”العقل بصفته آلة: تأريخ العلم الإدراكي” (جزءان) (2006)؛ والكتاب الأخير يمثل مرجعية عالمية في تأريخ علم النفس الإدراكي.

زر الذهاب إلى الأعلى