الصحة المستدامة

في ظل تفشي كورونا.. العودة للدراسة.. هل هي خيار صحي آمن؟

مع ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، يتساءل أولياء الأمور عما إذا كانت عودة أطفالهم إلى مقاعد الدراسة، عودة آمنة، أم أنها تعني المخاطرة باحتمالية إصابتهم بالفيروس؟

الإجابة على هذا التساؤل ليست بالسهلة، خاصة وأن معظم الأبحاث والفحوصات المتعلقة بوباء كوفيد-19، الناجم عن فيروس كورونا المستجد، حتى الآن كانت موجهة في الغالب نحو البالغين. فبعض الآباء يخشون على أطفالهم من الإصابة بالعدوى، بينما الآخرون حريصون على العودة إلى نوع من الحياة الطبيعية كما في السابق.

الأطفال ليسوا محصنين ضد الإصابة بكورونا، فهم عرضة للعدوى بالوباء، لكن أعراض المرض في الأطفال الأصحاء، الذين لا يعانون أمراضا أخرى، لا تظهر عليهم مثل البالغين في غالبية الحالات

وأصدرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة خطوات للحفاظ على سلامة الأطفال عند إعادة فتح المدارس، بما في ذلك ترتيب المقاعد الدراسية على بعد مترين من بعضهما البعض، وضمان ارتداء الأطفال لأغطية الوجه وإغلاق القاعات المشتركة مثل غرف الطعام والملاعب.

ولكن ما هي المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال في حال عودتهم إلى مقاعد الدراسة؟

وفقا للخبراء، فإن الأطفال ليسوا محصنين ضد الإصابة بـفيروس كورونا، فهم عرضة للعدوى بالوباء، لكن أعراض المرض في الأطفال الأصحاء، الذين لا يعانون أمراضا أخرى، لا تظهر عليهم مثل البالغين في غالبية الحالات.

ولكن ليس الأطفال فقط معرضين للإصابة عند إعادة فتح المدارس وعودة الأطفال إلى مقاعد الدراسة.

مرضى بدون أعراض

يعتبر انتقال الفيروس بدون ظهور أعراض مصدر قلق كبير، حيث يمكن للمعلمين والعاملين في المدراس بعد ذلك أن ينقلوا العدوى إلى أشخاص خارج دائرة المراكز التعليمية ممن هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض. ويمكن أن يسبب التوسع في إعادة فتح المدارس في البلاد إلى زيادة أكبر بالوباء بعد بضعة أسابيع.

كما أن من الصعب تحديد الأطفال الذين قد يكونوا مصابين بالعدوى بسبب اختلاف ظهور أعراض المرض من طفل لآخر، مما يزيد من حالة عدم اليقين من مخاطر عودة تفشي الفيروس.

وعلى الرغم من أن العديد من الأبحاث قد أجريت في شتى أنحاء العالم للكشف عن الفيروس الغامض وأعراضه ومسبباته، إلا أن غالبيتها لم تركز على حالات الإصابة بالفيروس لدى الأطفال.

وتقول كبيرة المراسلين للشؤون الطبية في سي إن إن، إليزابيث كوهين: “في ظل عدم وجود أبحاث جازمة حول إصابة البالغين بفيروس كورونا، سيما وأنه من الأوبئة المستجدة، فلا يمكننا الجزم بشكل قاطع بأن مخاطر عودة الأطفال إلى المدارس ضئيلة. فلا يزال هناك المزيد من البحوث التي يتعين القيام بها”.

من الصعب تحديد الأطفال الذين قد يكونوا مصابين بالعدوى بسبب اختلاف ظهور أعراض المرض من طفل لآخر، مما يزيد من حالة عدم اليقين من مخاطر عودة تفشي الفيروس

من جانبه، يؤكد الدكتور روبرت ريدفيلد، من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أنه على عكس الإنفلونزا التي أظهرت على الدوام أن المدارس والأطفال هم الأدوات الرئيسية لانتقال المرض في المجتمعات المحلية، فإننا لا نعرف إلا اليسير عن فيروس كورونا.

وأضاف أنه ليس هناك أدنى دليل على أن الأطفال يمكن أن يشكلوا دورات في نقل العدوى بالفيروس، منوها بأن قدرة الفيروس على التسبب بأعراض كبرى لدى الأطفال محدودة جدا.

ومن الناحية الصحية، يقول د. أيمن شبايك، أخصائى الأطفال بجامعة مصر الدولية، أن المدارس تعد ميداناً فسيحاً لالتقاء الأطفال وتجمعهم ويجب على الوالدين الأخذ فى الحسبان بعض الاعتبارات الوقائية من الأمراض التى يحتمل حدوثها خاصة فى ظل تفشي وباء كورونا.

ويضيف شبايك أن أبرز ما يتعرض له الطفل فى هذه المرحلة هو التهابات الحنجرة والشعب الهوائية وهنا يجب على الأم عدم المبالغة فى استخدام الملابس الثقيلة للطفل لأنه بطبيعته أكثر حركة من الكبار.

ونصح د. أيمن شبايك بعدم تجاهل أعراض البرد حتى لا يتسبب ذلك في مضاعفات خطيرة مثل حساسية الصدر والالتهاب الرئوى مع تناول المأكولات والمشروبات الغنية بفيتامين “سى” بشكل مستمر طوال الشتاء للوقاية ورفع درجة المناعة للأمراض.

وتعليقاً على احتمال حدوث تبول لا إردى للأطفال مع دخولهم للمدرسة لأول مرة يقول: أنه ينبغى التوجه للطبيب فوراً للتأكد من خلال الفحص أن السبب الحقيقى نفسى وليس عضوياً وإذا تبين ذلك فعلاً ينبغى تحديد السبب الأساسى وراء ذلك وبيان حجم المشكلة وإرشاد الأم كيف تتعامل مع طفلها.

وعن دور التغذية فى هذه المرحلة يقول د. طارق رشدى، أستاذ التغذية بكلية طب القاهرة، أن الطفل منذ فطامه يمر بالعديد من المراحل التى تبنى بعضها فوق بعض.. وتعتبر الأم هى المسئول الوحيد والمتحكم الأساسى فى نوعية الغذاء المقدمة للطفل فى مرحلة ما قبل المدرسة.. وهنا يجب على الأم أن تعلم أن نوعية الغذاء فى تلك المرحلة تؤثر على مستوى ذكاء الطفل بنسبة كبيرة مثل الأغذية الغنية بالبروتين بكل صوره وأشكاله.

على الأم تقديم الغذاء لطفلها بعد عودته من المدرسة فى وقت محدد يومياً على أن يشتمل على كل العناصر الغذائية مع التركيز على الأغذية الغنية بالفسفور

وبالنسبة لمرحلة دخول المدرسة فهى فترة انتقالية بين تحكم الأم الكامل فى نوعية الغذاء المقدمة لطفلها وبين انتقاء الطفل نفسه للنوعيات التى يحبها.. وهنا يجب على الأم أن تحرص على تزويد طفلها بالإفطار قبل نزوله من المنزل على أن يتكون من بيضة وكوب من اللبن وأن تحدد مصروف بسيطاً للطفل يمكنه من شراء شئ واحد فقط يرغبه.

ويضيف رشدى أن: على الأم تقديم الغذاء لطفلها بعد عودته من المدرسة فى وقت محدد يومياً على أن يشتمل على كل العناصر الغذائية مع التركيز على الأغذية الغنية بالفسفور مثل البروتينات خاصة من مصدر بحرى والتى تتناسب مع المجهود الذهنى الذى يبذله فى هذه الفترة.

ويرى أنه من الأفضل أن يشاهد الطفل التلفاز لمدة نصف ساعة بعد الغذاء ثم الذهاب لأداء واجباته على أن يكون النوم فى وقت مبكر فى المساء بعد وجبة عشاء خفيفة مكونة من علبة زبادى وساندوتش.. ويستحسن عدم إعطاء الطفل مشروبات غازية وتقليل السوائل والمأكولات أو المشروبات الحمضية فى المساء حتى لا تزداد رغبة الطفل فى التبول أثناء الليل وبالتالى تتعدد مرات إستيقاظه مما ينعكس سلباً على فترة النوم المتاحة له.

وفى النهاية يشير د. طارق رشدى إلى تداخل العلاقة بين العامل النفسى والصحى والتغذية.. فالحالة النفسية السيئة للطفل تؤثر على شهيته بالسلب، وبالتالى على حالته الصحية، والنتيجة إصابته بسوء التغذية.

زر الذهاب إلى الأعلى