الدمج والإعاقة

فن التعامل مع “المدمن العنيد”

التعامل مع المدمن العنيد، وإقناعه بالعلاج ليست مهمة سهلة على الإطلاق، ولكنها تحتاج منك إلى الهدوء والصبر في التعامل وتجنب بعض الأخطاء التي تزيد من عناد المدمن ونفوره منك والتي قد ترتكبها بدون أن تدرك. وهناك خطوات تساعد على التعامل مع المدمن العنيد بسهولة، وتشجيعه على ترك حياة المخدرات وبدء علاج الإدمان.

فهم طبيعة المدمن:

ابنك الذي تعرفه لا يشبه الذي تجده أمامك فقد غير الإدمان كل شيء بداخله، لذا وقبل أن تبدأ في الحوار معه، نفهم – أولا- على أيدي المتخصصين النفسانيين، ما هو الإدمان وطبيعة المدمن، وكيف لا يستطيع السيطرة على إدمانه بشكل تام ويشعر بالعجز تجاهه، وأن اعتراضه على العلاج نتيجة خوفه الشديد من العيش بدون مخدر، وليس لأنه يرغب في استمرار تلك الحياة.

التزام الهدوء:

نحن ندرك كم الغضب الذي تشعر به تجاه ابنك ولكن التعامل مع المدمن العنيد يتطلب التزام الهدوء التام واستخدام نبرة صوت منخفضة تساعدك على التواصل مع ابنك ومنحه احساس بالراحة والقدرة على الوثوق بك وأنه ليس في موقف هجومي.

طلب المساعدة الطبية:

كلما أسرعت في طلب المساعدة الطبية والالتحاق بأحد مراكز علاج الإدمان المتخصصة، بما تتضمنه من برامج سحب سموم وعلاج نفسي تهدف إلى علاج الاكتئاب وصدمات الطفولة، كلما ساعدت ابنك على تخطي الإدمان بسهولة وجنبته آثار الإدمان الكارثية التي قد تصل به إلى السجن أو خطر الوفاة.

المواجهة:

“أنا أعرف أنك تتعاطى المخدرات” ابدأ معه كلامك معه بالمواجهة المباشرة وإخباره بأنك تعرف سر إدمانه ولكن بلهجة إقرار وليس بلهجة اتهام. ومن الأفضل أن يكون معك الدليل سواء كان المخدر أو أحد الأدوات المستخدمة، وذلك حتى لا يستطيع المراوغة وإجباره على الدخول في صلب الموضوع مباشرة دون لف أو دوران.

توقع الإنكار:

عند التعامل مع المدمن العنيد وعند المواجهة قم بوضع أهداف واقعية من حديثك معه أهمها توقع الإنكار، فلا تتوقع منه أن يعترف مباشرة بإدمانه بل سينكر ويراوغ ويتهمك بأنك لا تثق به ولا تحبه، وتذكر أنه يشعر بالخجل من نفسه ومنك بالقدر الكافي لذا لا يستطيع أن يعترف أمامك بإدمانه، فالتزم أقصى درجات الهدوء، واخبره أنك هنا لا لكي تحاسبه، ولكن لتجد حلا ناجعا لمشكلته.

إظهار ضرر الإدمان:

“لقد تغيرت كثيراً لم تعد مثل السابق”, “لقد تراجع مستواك الدراسى وتعرضت للفصل”. عند التعامل مع المدمن العنيد أظهر له الضرر البالغ الذي تركه الإدمان على حياته والشخص الذي تحول له حتى يدرك تأثير الإدمان على حياته وما سيفعله به في حالة الاستمرار على التعاطي.

جناية المشاكل الأسرية:

أحياناً قد تكون أنت سبب إدمان ابنك، وذلك بسبب كثرة الخلافات الأسرية واضطراره للهروب منها واللجوء إلى المخدرات إلى جانب اهمالك ومعاملتك القاسية له، لذا يصبح عناده معك صنيعة يدك وفي حالة أردت إقناعه بالعلاج قم فورا بتغيير علاقتك معه وحولها إلى علاقة صداقة وحل لجميع المشاكل الأسرية التي يعاني منها المنزل سواء مع الزوجة أو الأولاد.

الثقة الدعم المطلق:

“أنا معك ولن أتركك وأثق في قدرتك على التغلب على ذلك المرض”.  قد يكون الثقة في المدمن أمراً صعباً عليك ولكنه يحتاجه بشدة، لذا أظهر له ثقتك فيه وفي قدرته على التغلب على الإدمان وأخبره بدعمك المطلق له وأنك دائما ستكون بجواره.

زر الذهاب إلى الأعلى