“عبد الرحمن ومنار”.. قصة حب تحدى السخرية والتنمر
“عبد الرحمن ومنار” تحديا بحبهما سخرية وتنمر الذين يظنون أنفسهم عمالقة، نعم، فعبد الرحمن وقع في غرام منار من الوهلة الأولى التي شاهدها فيها، ودعا ربه يومها أن تكون زوجته ومن نصيبه، وهو ما حدث بالفعل منذ أشهر قليلة، حيث احتفلا بزفافهما في أحد الفنادق الكبرى.
السخرية من قصر القامة
والمؤسف أن البعض ممن يظنون على سبيل الخطأ أنهم من خفيفي الدم، كانو يسخرون من الحبيبين قصيري القامة ويتنمرون عليهما، فكثيرا ما كانا ينادي هؤلاء على عبد الرحمن وهو يسير بجوار محبوبته منار في الشارع، واصفين إياه بأنه “أوزعة” و “قزم”، دون أدنى مراعاة لحالته النفسية ومشاعره وأحاسيسه، وهو ما كان يصيبه في البداية بالحزن والأسى، إلا أن محبوبته وخطيبته منار كانت كثيرا ما تطيب خاطره وتواسيه.
تنمر وتنكيت
والحقيقة أن البعض في مجتمعنا يثبتون أننا متناقضين مع أنفسنا، فمن ناحية نصف أنفسنا بأننا شعب طيب ومتدين بطبعه، مع أن الكثيرين منا يسخرون من الأخرين، ويتنمرون عليهم ولو بقصد الضحك والتنكيت، وفي رأيي الشخصي أن لفظ القزم لا ينطبق على واحد من قصار القامة بقدر ما ينطبق على ضيقي الأفق وهواة السخرية والتنمر على الآخرين.
ورغم قصر طول قامتهما، إلا أنهما كانا حريصين على استكمال تعليمهما، فقد حصل عبد الرحمن الذي يبلغ من العمر 27 عاما، على بكالوريوس التجارة، ثم عمل محاسبا في إحدى الشركات الخاصة، كما أنه يهوى لعب كرة القدم، وانضم لفريق مصر الوطني لكرة القدم لقصار القامة منذ 3 سنوات، وصعد مع زملائه لكأس العالم لقصار القامة التي ستقام هذا العام بالأرجنتين.
ومنار مسعد 23 عاما حاصلة على بكالوريوس التجارة من جامعة قناة السويس دفعة 2019، وحاصلة أيضا على لقب الكالبة المثالية في الجامعة، وعملت لفترة بأحد الفنادق بشرم الشيخ، إلا أنها تركت العمل بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، كما أنها أيضا بطلة رياضية، حيث أنها عضو الفريق الوطني المصري لألعاب القوى لقصار القامة، كما أنها بطلة مصر في رمي الرمح وسباقي العدو 100 متر و400 متر.
وأخيرا هل من يحصلون على الشهادات العليا ويعملون ويمثلون مصر في البطولات الدولية هم الأقزام؟!، أم الذين يسخرون منهم ويتنمرون عليهم هم الذين يستحقون الوصف بهذه الصفة؟!.