طبيبك الخاص
(1) آثار جراحة إزالة الورم الدماغي ومضاعفاتها
* ابني عمره 6 سنوات. ظهر لديه ورم في مقدمة الدماغ، كان يضغط على العصب البصري، ما أدى إلى فقدان الرؤية في العين اليسرى.
تم إجراء عملية استئصال الورم جراحياً. وبعد العملية، ظهر ضعف في الحركة بالجانب الأيمن من الجسم، كما بدأ حصول نوبات من تشنج الصرع. وبعد عمل تصوير مغناطيسي للرأس عثر على بقايا من الورم. وبعدها أتم تلقي فترة من العلاج الإشعاعي.
حدث تحسن في الضعف الحركي، ولكن نوبات تشنج الصرع لا تزال تحصل من وقت لآخر رغم تناول دواء الصرع.
حول هذه الاستشارة يقول الدكتور حسن محمد صندقجي، استشاري باطنية وقلب – مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض:
– في حالات أورام الدماغ لدى الأطفال التي تنشأ قريبة من منطقة مقدمة الدماغ وذات التأثير على الإبصار، هناك جوانب تتعلق بـ: كيفية التعامل العلاجي معها، ومجريات أحداث مراحل التعافي من عملية إزالة الورم الدماغي، والتعامل مع مضاعفات العملية الجراحية، وخطوات استكمال المعالجة ما بعد إجراء عمليات استئصال الأورام الدماغية لدى الأطفال.
وتشمل الخيارات العلاجية لحالات أورام الدماغ لدى الأطفال بالعموم كلا من: الاستئصال الجراحي، والعلاج بالأشعة، والعلاج الكيميائي. وهو ما يعتمد على نوع الورم الدماغي، ومكانه، ومدى انتشاره، ومدى تأثر أجزاء الدماغ الأخرى به، والتأثيرات الأخرى للورم على الصحة العامة للطفل وأعراض ذلك.
وعادة ما تجري مناقشة هذه الجوانب مع الوالدين، وخاصة: الخيارات العلاجية، والخطة العلاجية الملائمة، ومراحلها، وما هو المتوقع حصوله خلال تلك المراحل، وصولاً إلى التعافي.
والجراحة هي العلاج الرئيسي لمعظم أورام الدماغ، وذلك إما لإزالة كامل كتلة الورم، أو أجزاء منه عند صعوبة إزالة كامل كتلته، أو لأخذ عينة من نسيج الورم من أجل دقة تشخيص نوعية الورم، أو لإجراء عملية التصريف للسوائل المتراكمة في الدماغ من أجل تخفيف الضغط داخل الجمجمة وتخفيف تأثيرات ذلك.
وحتى إذا كان الجراح لا يعتقد أن بالإمكان إزالة الكتلة الكاملة للورم الدماغي تماماً، فلا يزال من المرجح أن يحاول إزالة أكبر قدر منه، وهو ما يمكن أن يساعد في إبطاء تقدم الورم وتخفيف الأعراض.
وفي العلاج الإشعاعي، يتم استخدام أشعة سينية عالية الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية. وقد يتم إجراء العلاج الإشعاعي منذ البداية أو بعد إجراء العملية الجراحية.
والعلاج الكيميائي يستخدم أنواعا من الأدوية المضادة للسرطان لتدمير الخلايا السرطانية. وذلك إما بعد الجراحة لتقليل فرص عودة الورم، أو إذا عاد الورم مرة أخرى.
ويعتمد العلاج بالدرجة الرئيسية على نوع الورم، أي التشخيص الذي يتم بدقة لمعرفة المكونات النسيجية للورم وأنواع الخلايا فيه ودرجة نشاطها، وذلك بإجراء الفحوصات على عينة من الورم.
وعندما يكون القرار العلاجي إجراء العملية الجراحية، يكون السؤال للجراح: هل هو لاستئصال كامل الورم أو لأخذ عينة منه. وبعد العملية يكون السؤال: هل تم استئصال كامل الورم أم كانت ثمة صعوبات في إتمام ذلك. ثم انتظار نتائج فحص العينة من نسيج الورم لمعرفة التشخيص الدقيق لنوع الورم.
كما يتم الاستفسار من الطبيب الجراح عن مرحلة ما بعد إجراء العملية الجراحية، والمتوقع بعد الإفاقة من التخدير، ومتابعة تأثيرات العملية الجراحية نفسها على الدماغ والجسم، وما المتوقع في هذه الجوانب. وأيضاً الأدوية التي يتم إعطاؤها للمريض، كمسكنات الألم وتأثيراتها على وعي الطفل في فترة النقاهة. وأيضاً الأدوية الستيرويدية لتخفيف تورم الدماغ ما بعد العملية الجراحية، ومدة تلقيها لأنه لا توجد فترة محددة لها، بل هي وفق حالة كل مريض.
والنوع الثالث المهم من الأدوية ما بعد العملية الجراحية هو أدوية منع نوبات تشنج الصرع. ومن الشائع تلقي المريض هذه الأدوية للوقاية من تلك النوبات. ونوبات تشنج الصرع قد تكون نتيجة للارتفاع المتوقع للضغط داخل الجمجمة ما بعد العملية الجراحية في الدماغ، أو بسبب تهيج الخلايا العصبية الأخرى في أجزاء الدماغ، أو من خلايا بقايا كتلة الورم التي لم يكن من الممكن إزالتها جراحيا.
ومن الضروري السيطرة على نوبات تشنج الصرع، وهو أمر ممكن في الغالب، ولكن يتطلب في بعض الأحيان بعض الوقت لرفع كمية جرعات الدواء المضاد للصرع أو إعطاء عدد من تلك الأدوية. وفي بعض الحالات قد يتمكن الطبيب من التوقف عن إعطاء هذه الأدوية بمجرد أن يتعافى المريض تماماً من الجراحة، وفي أحيان أخرى قد يحتاج بعض المرضى إلى تناولها لفترة أطول.
ومن الروتيني إجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي بالكومبيوتر للدماغ بعد حوالي يومين أو ثلاثة أيام من الجراحة. ويمكن أن يُظهر الفحص ما إذا كان هناك أي ورم متبقي، ومقدار التورم الموجود في منطقة العملية.
وتجدر ملاحظة أن مرحلة التعافي، ومجريات أحداثها، قد تختلف من مريض لآخر وفق متغيرات عدة، كنوع الورم، والحالة الصحية العامة للطفل، ومدى عمق تأثير الورم على الدماغ والجسم، ونوعية العملية الجراحية، ومدى حصول المضاعفات بعد العملية الجراحية، وغيرها من العوامل المتغيرة التي قد تظهر فجأة. وهنا تكون المتابعة لهذه الجوانب مع الطبيب المعالج بشكل يومي.
(2) ما سبب تذبذب نتيجة تحليل “الكرياتينين”.
مشكلتي أني أعاني من تذبذب في نسبة الكرياتينين؛ فقد أعدت التحليل 4 مرات، وكانت النتائج تظهره مرتفعا أحيانا، وأحيانا منخفض، فعندما كنت أجريه وأنا صائم يكون مناسبا وطبيعيا 90، وإذا عملته وأنا فاطر يكون ٩٩، فما سبب هذا التغير؟ وهل شرب الماء أو الأملاح له علاقة بذلك؟ وكيف يمكنني تخفيض الكرياتين، والحفاظ على الكليتين؟
حول هذه الاستشارة يجيب الدكتور عطية إبراهيم محمد قائلاً:
مادة الكرياتينين Creatinine منتج عضلي، يمكنك أن تطلق عليه نفايات waste product تخرج من العضلات؛ نتيجة للجهد العضلي اليومي المبذول، وبالتالي قد تختلف نسبة الكرياتينين بين يوم وآخر، وقد تختلف بين رجل وامرأة وطفل، وقد تختلف باختلاف العمر.
ووظيفة الكلى هي التخلص من الكرياتينين في البول ويمثل الكرياتينين والبولينا BUN بالإضافة إلى GFR وهي معدل ترشيح الكلى المؤشرات المهمة لسلامة وظائف الكلى.
ولكل تحليل منها أو من غيرها ما يعرف بالمدى أو reference range وفي حالتنا مدى الكرياتينين الطبيعي في الإنسان وهو 0.84 إلى 1.21 milligrams per deciliter والقياس الآخر هو 74.3 إلى 107 micromoles per liter وكل ما بين الرقمين طبيعي كما قلنا حسب المجهود العضلي المبذول، وبالتالي حسب كمية النفايات المستخرجة إذا صح التعبير.
ولذلك فإن مستوى 90 و99 و106 و85 كلها أرقام طبيعية، ولا شيء فيها، ونقول أن الكلى لم تعد قادرة على طرد كل ما يأتيها من نفايات إذا كانت نسبة الكرياتنين أعلى من 110 مع العلم أن هناك بعض الأدوية مثل التي تعالج ضغط الدم المرتفع قد تؤدي إلى ارتفاع نسبة الكرياتينين في الدم وعند التوقف عن تناول تلك الأدوية تعود النسبة إلى طبيعتها.
ونوصي دائما بالإكثار من شرب الماء؛ لأنه يساعد الكلى في التخلص من الكرياتينين والبولينا وبقية المواد الضارة أو نفايات الخلايا، وما عليك إلا تجنب الضرر للكلى بالبعد عن التدخين، والأغذية الفاسدة، واللحوم المصنعة، وأتركها تقوم بوظيفتها دون تدخل من أحد، قال الله تعالى: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِين).
(3) ألم وحرقة خلف الركبة وتشنج في الساقين
كنت واقفا أشاهد التلفاز فأحسست بألم شديد في الجانب الداخلي من الركبة اليمنى (الجانب الأيمن)، ولم أستطع أن أقبض قدمي أو أمدها بسهولة، واستمر الأمر عدة دقائق، تجاهلته وقمت بممارسة تمرين (القرفصاء) رغم إحساسي بشعور غريب طفيف جدا خلف الركبة.
وازداد الأمر في اليوم التالي فأصبحت أشعر بحرقة في الجهة الخلفية من الركبة، وحرقة خفيفة في كعب القدم، وألم طفيف جدا حول مفصل الكاحل، مع العلم أنني عندما أضغط على الوتر النازل من عضلة الفخذ الخلفية أشعر بألم بسيط، والآن أعاني من تشنج في كلتا الساقين بسبب التمرين، فلا أستطيع تحديد الألم بدقة، ويمكنني وصفه بأنه حرقة على مسار قصير من الوتر الذي ذكرته مسبقا حتى الركبة، وألم طفيف في وتر عند الكاحل، مع تنميل وشعور بالوخز عند باطن القدم والأصابع (مشابه لشعور وضع قطعة ثلج لمدة طويلة على الجلد).
وحول هذه الاستشارة يقول الدكتور محمد حمودة:
لم تذكر إن كان هناك أي انتفاخ مكان الألم، أو إن كان هناك أي تغير في لون الجلد في منطقة الألم، أو في منطقة الكاحل؛ لأنه إن كان هناك تغيرات مثل الانتفاخ، أو تغير لون الجلد للأزرق؛ فإن هذا يدل على: إما تمزق في العضلات أو أن يكون هناك تمزق خفيف في الوتر.
قد يستمر الألم لفترة؛ لذا يجب أن يتم وضع ثلج على المناطق المؤلمة، وتناول مسكنات مثل naproxen 500 مرتين بعد الطعام لمدة أسبوع، وتجنب أي تمارين في الوقت الحالي، حتى لو كان هناك تمزق فإنه لا بد أن يكون بسيطا؛ لأنك لم تذكر إن كان هناك رض أو التواء.في بعض الأحيان إن كان هناك شد على الوتر أو العضلة؛ فإنه يتسحن خلال أسبوع إلى أسبوعين، أما إن كان هناك تمزق فقد يستمر فترة أطول من ذلك