البيئة والطاقة المستدامةبيئة ومناخ

سور الصين العظيم: الطبيعة تساند التاريخ في مواجهة التآكل

السور العظيم والطبيعة الحامية

يُعد سور الصين العظيم من أعظم الإنجازات الهندسية في تاريخ البشرية. يمتد عبر التضاريس الوعرة في شمال الصين بطول مذهل يزيد عن 21,000 كيلومتر. على الرغم من تعرّض السور للتآكل عبر الزمن، فإن دراسة حديثة نُشرت في مجلة “ساينس آدفانسس” تكشف عن عامل طبيعي مذهل يساهم في حمايته: القشور الحيوية.

دور القشور الحيوية في حماية السور

تشير الدراسة إلى أن القشور الحيوية، وهي طبقات طبيعية من الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والطحالب والأشنة، تغطي حوالي ثلثي سطح السور في المناطق المدروسة. تسهم هذه القشور في:

  • منع تسرّب المياه والأملاح الضارة إلى بنية السور.
  • تثبيت التربة المحيطة بالسور وجعلها أقل عرضة للتآكل.
  • حماية الأجزاء المبنية من التربة المضغوطة، التي تواجه تحديات أكبر مقارنةً بالأجزاء المبنية بالطوب أو الحجر.

يعمل هذا الدعم الطبيعي كدرع إضافي يحمي السور من التدهور البيئي، خاصة في المناطق الأكثر ضعفاً.

دروس مستفادة لحماية التراث العالمي

يعتقد العلماء أن هذه النتائج قد تكون لها تطبيقات عالمية. فالقشور الحيوية، التي تغطي حوالي 12% من سطح الأرض، تُستخدم بشكل طبيعي لتثبيت التربة في المناطق الجافة. يمكن أن تُستخدم هذه الظاهرة مستقبلاً في حماية مواقع تراثية أخرى حول العالم.

حقائق مثيرة عن سور الصين العظيم

1. مواد بناء غير تقليدية

استخدم العمال في بعض المناطق الأرز اللاصق الممزوج بالجير لتشييد السور. هذه المادة كانت مبتكرة للغاية وتتميز بمتانتها.

2. امتداد مذهل

يمتد السور عبر التضاريس الجبلية والصحراوية بطول يفوق 21,000 كيلومتر، ما يجعله أطول منشأة من صنع الإنسان.

3. مساهمة مليونية

شارك أكثر من مليون عامل في بنائه على مر العصور، بمن فيهم الجنود والفلّاحون وحتى المساجين.

4. رؤية من الفضاء؟

رغم الاعتقاد الشائع، لا يمكن رؤية السور بالعين المجرّدة من الفضاء بسبب لونه المماثل للتضاريس المحيطة به.

السور اليوم: رمزٌ خالد

يُعد سور الصين العظيم اليوم أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو وأحد أشهر المعالم السياحية في العالم. يجذب ملايين الزوار سنوياً ليشهدوا عبقرية الحضارة الصينية القديمة وقوة إرثها الذي لا يزال صامداً، بمساعدة الطبيعة هذه المرة.

زر الذهاب إلى الأعلى