دراسة عن أصل كل الكائنات على الأرض: السلف المشترك العالمي الأخير (LUCA) كان أكثر تعقيدًا مما كنا نعتقد
في ظل ظروف كانت تبدو غير صالحة للحياة، مثل انخفاض مستويات الأوكسجين وضرب الكويكبات لسطح الأرض، تمكن ميكروب بدائي من الصمود وتطور ليصبح السلف المشترك لجميع أشكال الحياة التي نعرفها اليوم. تُعرف هذه الكائنات البدائية باسم “السلف المشترك العالمي الأخير” أو “لوكا” (LUCA).
وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في صحيفة “واشنطن بوست”، تبين أن “لوكا” كان أكثر تطورًا مما كان يُعتقد سابقًا. في التحليل الأكثر شمولاً للكائن الحي حتى الآن، يقترح العلماء أن هذا السلف كان يمتلك جهازًا مناعيًا لمكافحة الفيروسات، وهو اكتشاف يغير مفهومنا عن التعقيد البيولوجي في ذلك الوقت.
يُقدر أن “لوكا” ظهر قبل حوالي 4.2 مليار سنة، بعد فترة وجيزة من أن أصبحت الأرض صالحة للسكن. يشير هذا إلى أن التطور حدث بشكل أسرع مما كان متوقعًا، وأن “لوكا” نجح في البقاء خلال الفترات الصعبة التي مر بها كوكب الأرض.
قال إدموند مودي، المؤلف الرئيسي للدراسة، إن جميع أشكال الحياة على الأرض، من الحيوانات والنباتات إلى الفطريات والبكتيريا، ترتبط بهذا السلف المشترك. وأوضح مودي أن “لوكا” كان كائنًا حيًا معقدًا يمتلك جينات ومكونات موجودة في جميع أشكال الحياة الحديثة، مثل الريبوسومات وبعض البروتينات المهمة للطاقة.
وأضافت الدراسة أن “لوكا” ربما كان يعيش على سطح المحيط ويحتوي على جينات لحمايته من أضرار الأشعة فوق البنفسجية. وأشار مودي إلى أن “لوكا” قد يكون جزءًا من نظام بيئي مبكر يتكون من عدة كائنات حية تتنافس للبقاء، رغم أن بعضها قد انقرض ولم يتم تمثيله في الجينومات الحديثة أو الحفريات.
وصف عالم الأحياء آرون غولدمان من كلية أوبرلين الدراسة بأنها “اختراق في هذا المجال”، مشيرًا إلى أن “لوكا” كانت خلية معقدة للغاية بجينوم مشابه للبكتيريا الحديثة. وأضاف أن هذه النتائج قد تعيد كتابة فهمنا لسرعة ظهور الحياة في ظل الظروف المناسبة، حيث تسرع الدراسة الجدول الزمني لتطور الحياة ببضع مئات الملايين من السنين.
تُعزى هذه النتائج إلى أساليب التحليل المتقدمة المتاحة اليوم، حيث استخدم فريق من 19 عالمًا مزيجًا من التحليل الجيني والسجلات الأحفورية لتحديد عمر “لوكا” وخصائصه. هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية الفهم الدقيق لتاريخ الحياة على الأرض، وتقدم رؤى جديدة حول كيفية تطور الحياة في ظل الظروف الصعبة.