دراسة حديثة: الأطفال الناجون من السكتة الدماغية أكثر عرضة للقلق والاكتئاب

كشفت دراسة بحثية حديثة، سيتم مناقشتها في المؤتمر الدولي للجمعية الأميركية للسكتة الدماغية (American Stroke Association)، أن الأطفال الذين يصابون بالسكتة الدماغية قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب، إلى جانب أعراض جسدية مزمنة مثل الصداع وآلام المعدة، وخاصةً عند حدوث السكتة في سن 8 إلى 9 سنوات.
السكتة الدماغية وتأثيراتها النفسية على الأطفال
أجرى باحثون من مستشفى SickKids في تورونتو بكندا دراسة شملت 161 طفلًا تتراوح أعمارهم بين الولادة وحتى 13 عامًا، وجميعهم تعرضوا للسكتة الدماغية بين عامي 2002 و2020. تم تتبع حالتهم حتى بلوغهم سن الرشد، وقاموا باستكمال استبيانات خاصة بتقييم صحتهم النفسية.
أهم النتائج التي كشفتها الدراسة:
🔹 زيادة معدلات القلق والاكتئاب لدى الأطفال الناجين من السكتة مقارنة بالأطفال الآخرين.
🔹 أعراض جسدية نفسية المنشأ مثل الصداع وآلام المعدة المزمنة كانت الأكثر شيوعًا بين الأطفال.
🔹 الأطفال بين 8 و9 سنوات كانوا الأكثر عرضة للاضطرابات النفسية بعد التعافي من السكتة الدماغية.
الأعراض النفسية والجسدية بعد التعافي
رصد الباحثون مجموعة من العلامات النفسية والجسدية لدى الأطفال الناجين من السكتة، والتي غالبًا ما يتم تجاهلها، وتشمل:
✅ الانعزال الاجتماعي والخوف من تكرار الإصابة.
✅ التراجع الدراسي وصعوبة التركيز.
✅ آلام جسدية مستمرة لا تتحسن مع العلاج التقليدي.
✅ مشاعر الإحباط وانخفاض تقدير الذات بسبب اختلافهم عن أقرانهم.
أهمية العلاج النفسي بجانب العلاج العضوي
أكدت الدراسة أن تركيز الأهل والأطباء يكون عادةً على علاج الآثار العضوية للسكتة، مثل ضعف الأطراف أو الحاجة للعلاج الطبيعي، لكن الجانب النفسي يُهمل رغم أهميته الكبيرة في التعافي.
🔹 القلق من التنمر أو فقدان الحركة يضع الأطفال تحت ضغط نفسي هائل.
🔹 متابعة طبية مستمرة وأدوية دائمة تجعل الطفل يشعر بالاختلاف عن أقرانه.
🔹 الإهمال النفسي قد يزيد من خطر تكرار السكتة الدماغية على المدى الطويل.
نصائح للأهل لدعم الأطفال الناجين من السكتة الدماغية
✔️ مراقبة التغيرات السلوكية والنفسية بعد التعافي.
✔️ تقديم دعم نفسي مستمر ومساعدة الطفل على التعبير عن مشاعره.
✔️ استشارة مختص نفسي عند ظهور علامات القلق والاكتئاب.
✔️ تجنب التركيز فقط على العلاج الجسدي وإهمال الصحة النفسية.
السكتة الدماغية لدى الأطفال لا تقتصر على التأثيرات الجسدية فقط، بل يمكن أن تترك آثارًا نفسية عميقة تؤثر على مستقبلهم. ومع الكشف عن العلاقة بين السكتة الدماغية والاكتئاب والقلق، يصبح من الضروري دمج العلاج النفسي مع العلاج العضوي لضمان تعافٍ كامل وشامل للأطفال الناجين.