دراسة: الحفاظ على الهدوء في مواجهة الشدائد يقي من الخرف
تقول مؤسسة (مايو كلينيك العلاجية), ان مصطلح “الخرف” يستخدم لوصف مجموعة من الأعراض التي تصيب الذاكرة والتفكير والقدرات الاجتماعية بدرجة تؤثر على ممارسة الحياة اليومية. ومن المتوقع أن تتضاعف حالات الخرف العالمية ثلاث مرات لتصل إلى أكثر من 150 مليون بحلول عام 2050، وبدون علاج حتى الآن، هناك تركيز علمي متزايد على السلوكيات التي قد تتجنبها.
وتحدث الإصابة بالخرف نتيجة للإصابة بعدة أمراض، وليس مرضًا بعينه. وفي العادة يكون فقدان الذاكرة من أعراض الخَرَف، إلا أنه قد يحدث لعدة أسباب أخرى. فلا يعني فقدان الذاكرة بالضرورة أنك مصاب بالخَرَف، على الرغم من كونه أحد المؤشرات المبكرة للإصابة بهذه الحالة المرضية.
ويُعتبر داء الزهايمر السبب الأكثر شهرة للإصابة بالخَرَف التدريجي لدى كبار السن، إلا أن هناك العديد من الحالات الأخرى التي تسبب الإصابة بالخَرَف. وهناك بعض أعراض الخَرَف التي يمكن علاجها، وذلك يعتمد سبب الإصابة به.
وفي هذا السياق قالت دراسة نشرت في مجلة (الشخصية وعلم النفس الاجتماعي) إن الحفاظ على الهدوء في مواجهة الشدائد يقي من الخرف. كما أن الأشخاص المنظمين أقل عرضة للضعف الإدراكي المعتدل (MCI) – هفوات الذاكرة التي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل كبيرة.
ويعتبر التدهور المعرفي المرتبط بالعمر أكثر شيوعاً في الأنواع المزاجية أو غير المستقرة عاطفيا. ومن المعروف أن الإجهاد يرفع ضغط الدم الذي يمكن أن يضعف الأوعية التي تحمل الأكسجين إلى الدماغ.
واستندت الدراسة إلى شخصيات 2000 من كبار السن حول شيكاغو تم تتبعهم لمدة تصل إلى 25 عاما. وأولئك الذين حصلوا على مرتبة عالية من حيث الضمير أو انخفاض العصبية، كانوا أقل عرضة للإصابة بالاختلال المعرفي المعتدل.
وقال المعد الرئيسي “توميكو يونيدا”، من جامعة فيكتوريا في كولومبيا البريطانية، كندا: “إن تسجيل ما يقرب من ست نقاط أخرى على مقياس الضمير الذي يتراوح من 0 إلى 48 كان مرتبطا بانخفاض خطر الانتقال من الأداء الإدراكي الطبيعي إلى ضعف الإدراك المعتدل بنسبة 22%. بالإضافة إلى ذلك، سجل ما يقرب من سبع نقاط أخرى على العصبية. والمقياس من 0 إلى 48 مرتبطا بزيادة مخاطر هذا الانتقال بنسبة 12%”.
وتسلط النتائج الضوء على الأضرار المرتبطة بالتجربة طويلة الأمد للإجهاد المتصور وعدم الاستقرار العاطفي. وقد تكون السمات وقائية حتى بعد أن يبدأ الفرد في التقدم إلى الخرف. وقد تشير النتائج أيضا إلى فوائد التفاعل الاجتماعي لتحسين المردود.
ومن المتوقع أن تتضاعف حالات الخرف العالمية ثلاث مرات لتصل إلى أكثر من 150 مليون بحلول عام 2050، وبدون علاج حتى الآن، هناك تركيز علمي متزايد على السلوكيات التي قد تتجنبها.
وأضاف يونيدا: “سمات الشخصية تعكس أنماطا ثابتة نسبيا من التفكير والسلوك، والتي قد تؤثر بشكل تراكمي على الانخراط في سلوكيات صحية وغير صحية. وقد تساهم التجارب مدى الحياة بعد ذلك في التعرض لأمراض أو اضطرابات معينة مثل الاختلال المعرفي المعتدل (MCI) أو تساهم في الفروق الفردية في القدرة على تحمل التغيرات العصبية المرتبطة بالعمر”.