الدمج والإعاقة

بـ “فيديو وكاميرا وأبلكيشن”.. طلاب الجامعات المصرية ينشطّون ذاكرة مرضى “ألزهايمر”

اختارت كلية الإعلام بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب في مصر، أن تتضمن مشاريع التخرج لطلاب السنوات النهائية هذا العام، أفكاراً هادفة لنشر التوعية بين المواطنين، حول العديد من الموضوعات التى من بينها مرض ضعف الذاكرة المرتبط بكبر السن، والمعروف بـ “ألزهايمر”.

وهناك صعوبات يعاني منها الأشخاص المصابون بهذا المرض، مثل عدم تذكرهم التفاصيل الصغيرة المهمة، مثل رقم الهاتف وعنوان المنزل والجامعة وتاريخ التخرج، وهي أمور عديدة تواجه المعرضين للإصابة بمرض ألزهايمر، ما يؤرقهم ويؤثر على حياتهم بشكل كامل، ويدخلهم في نوبات من العزلة والارتباك وفقدان الإحساس بالأمان، وهي الأعراض المصاحبة لمرض ألزهايمر التي حاول فريق X-LENS، والمكون من 4 فتيات، تداركها وعلاجها عن طريق مشروع تخرجهن من كلية الهندسة بقسم الأجهزة الطبية والمنظومات، بجامعة القاهرة.

“فاكرينهم رغم نسيانهم”

الطالبات “ياسمين عادل عكاشة”، و”يارا علي عمارة”، و”هند السيد الحمدي”، و”سلمى علي عثمان”، حرصن على تناول موضوع ألزهايمر لما فيه من خطورة فى حال تجاهل نشر الوعى به وبأبعاده الصحية والاجتماعية، ولتقديم كافه المعلومات الهادفة لرفع المعاناة عن المرضى.

وتعرض الحملة للعديد من الطرق السليمة للتعامل مع مريض الزهايمر، وبعض أعراض الزهايمر وكيفية دعم المرضى والعناية بهم، وذلك تحت شعارات عدة من بينها “فاكرينهم رغم نسيانهم” لتوضيح دور العائلة فى دعم مرضى الزهايمر.

وقامت الطالبات صاحبات الحملة في الجزء الأول من مشروع التخرج بإجراء بحث علمي كامل عن المرض وأسبابه وأعراضه وتأثيره على المريض وعائلته، حيث تم من خلال البحث معرفة المعلومات اللازمة لنشر الوعي بين المواطنين بهذا المرض في مصر، وتناول البحث العلمي الذي جاء فى كتاب مكون من 200 صفحة، شخصيات المشاهير الذي أصابهم مرض الزهايمر، وكان من بينهم الفنان “سعيد صالح” و”عمر الشريف” و”محمود ياسين”.

كما قام فريق الحملة بجمع أكثر من 40 فيلماً ومسلسلاً حول العلماء الذي تناولوا مرض الزهايمر بطرق مختلفة.

وتقدم حملة “خليك جنبهم” التوعية للناس بالمرض، والطرق السليمة لمعاملة مرضى ألزهايمر ومدى حاجتهم للرعاية الدائمة. ويشير فريق الحملة، إلى أنه ليس هناك أي جهات متخصصة فى تقديم الرعاية لمرضى ألزهايمر في العالم العربي.

وتركز حملة “خليك جنبهم” على نشر المعلومات الصحيحة والنصائح لأهل المريض، وأبعاد المسؤولية الكبيرة التى تقع على عاتقهم حتى لا تتدهور الحالة الصحية للمريض، وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وإتاحة التواصل المباشر مع أطباء متخصصين مثل الدكتور علي النبوي المتخصص فى علاج أمراض المخ والأعصاب والذي أعلن عن دعمه للحملة عبر تقديم النصائح الطبية، كما شارك في دعم الحملة العديد من المشاهير مثل الفنان محسن منصور والإعلامية لمياء فهمى عبد الحميد.

مرض بلا علاج

جاء مشروع فتيات كلية الهندسة بجامعة القاهرة عن مرضى “ألزهايمر”، بمحض الصدفة، فقد وقعن في مأزق عدم تذكرهن للفكرة البحثية المفترض تقديمها كنموذج لمشروع تخرجهن في السنة الدراسية النهائية من الجامعة، وهو الأمر الذي أثار فضولهن وغرابتهن حيث لم تستطعن الأربع فتيات تذكر ما اتفقن عليه خلال أشهر ماضية، ليكون المجال الذي جعلهن يقررن اقتحام عالم اضطراب الذاكرة، ومحاولة إيجاد علاج فعال لمرضى “ألزهايمر”.

خاضت الفتيات الأربع “آية أشرف، بثينة حسن، أميرة محمود، ريهام سعدي” رحلة شاقة في البحث ما بين المستشفيات والأطباء المتخصصين في مجال “ألزهايمر”، لمحاولة التوصل لعلاج لحماية مرضاه ومساعدتهم، وهو الأمر الذي أثار دهشتهن حينما لم يتمكن من الحصول على ما يريدون، وقالت ريهام، إحدى عضوات الفريق: “بعد محاولات عديدة من البحث اكتشفنا إن ألزهايمر ليس له علاج فعال في مصر، والموجود حالياً ما هو إلا أدوية لتنشيط الذاكرة لفترة مؤقتة فقط”.

وقالت “ريهام” إن هناك 3 فئات لشرائح عديدة من الأشخاص المصابون بألزهايمر، أبرزهم الفئة التي تعي جيدا حقيقة نسيانهم شتى الأمور أغلب الوقت، وهو ما جعلهن يقدمن نظارة مزودة بكاميرا ذات تقنية ذكية قابلة للارتداء والتي تقوم بدورها بمساعدة المريض وتؤهله للتعايش طبيعيا كباقي الأشخاص الغير مصابين بالزهايمر.

وشرحت “ريهام” تفاصيلها قائلة: “يتحقق هذا الأمر من خلال العديد من الأنظمة، كالدعم الذكي الذي يتيح للمريض التعرف على الوجوه ومساعدته في تذكر من حوله، بالإضافة لسوار يرتدينه مزود بشاشة لعرض أهم المؤشرات الحيوية للمصاب بطريقة منتظمة وإمكانية عرضها بشكل مستمر، ليعمل كسجل ومرجع خاص به، والذي يتم تفعيله بمساعدة تطبيق على الهاتف المحمول لتسهيل طلبات وتعامل المستخدم”.

زر الذهاب إلى الأعلى