الدمج والإعاقة

بالصور.. الصحة الجيدة تضيف حياةً إلى السنين

في محاولة منها لمحاربة الصور النمطية الراهنة التي يواجهها المسنون، قامت منظمة الصحة العالمية بتدشين مجموعة من الملصقات بهدف التصدي لتلك الصور، وتُظهر هذه الملصقات المسنين في أوضاع إيجابية وهم يستمتعون بالحياة على نحو كامل ويشعرون بالرضا عن الحياة التي يعيشونها، ويظهر على الملصقات زرّ للتشغيل، كما يرد في أشرطة الفيديو الموجودة على الإنترنت ممّا يعكس النشاط والاستمتاع اللّذان ينبغي أن يتسم بهما المسنون في حياتهم اليومية.

نماذج ناجحة

هيلموت ويرز، صيدلاني متقاعد

يمثّل القفز من مرتفعات عالية الهواية التي يعشقها هيلموت ويرز البالغ من العمر 87 عامًا، فقد اكتشف هذا الصيدلاني السابق القفز بالحبال المطاطية عندما كان عمره 75 عامًا. وهو يقول في هذا الصدد “عندما أقف هناك أشعر بهدوء تام” – مع أنّه غير مؤمّن سوى بشريط مطاطي مربوط في رجليه – وظلّ هيلموت صاحب الرقم القياسي لأكبر القافزين بالحبال المطاطية سنًا في العالم منذ عدة سنوات، ولا يعتزم التحوّل – في القريب – إلى لعبة الشطرنج أو لعبة البولينغ.

ماكسيميليانا، 65 عامًا، راعية مواشٍ

ظلّت ماكسيميليانا تربي الخرفان والماعز منذ أن كانت طفلة صغيرة، ولكنّ كثيرًا من الأشياء تغيّرت في السنوات الستين الماضية، فقد كانت الأماكن مليئة بالعشب عندما كانت شابة، أمّا الآن فعليها المشي 15 كيلومترًا عبر المراعي القاحلة لجبال الأنديز البيروفية العالية للعثور على ما يكفي من العشب لماشيتها. وانضمت ماكسيميليانا، هي وزوجها مؤخرًا، إلى أحد نوادي المسنين حيث يساعدان على زراعة حقول مجتمعية، ويمثّل هذا العمل وسيلة لاقتناء الغذاء والحصول على دخل إضافي. وتقول ماكسيميليانا، البالغة من العمر 65 عامًا، “لا زلت أحبّ المشي في الجبال مع الماشية، ولكن يجب عليّ إيجاد سُبل أخرى لكسب المال لأنّني لن أقدر على الاستمرار في القيام بذلك.”

بارتون، 76 عامًا، صانع طوب

يصعب على بارتون ونامالي تحمّل تكاليف المعيشة، ويعتني هذان الزوجان بابنهما الذي لا يستطيع العمل بسبب المرض، وكذلك بطفليه الصغيرين. ولا يمكن – بأيّة حال – لبارتون البالغ من العمر 76 عامًا أن يحلم بالتقاعد؛ فقد كان – سابقًا – يتاجر بالدجاج ثمّ تحوّل لصناعة الطوب وبيعه. ويقول الرجل العجوز متنهّدًا: “لقد تضرّرنا جميعًا من ارتفاع أسعار الأغذية، فقد كنا – من قبل – قادرين على شراء موز الجنة، ولكنّنا اليوم لا نتناول سوى وجبة الذرة، ولو كان بإمكاني الحصول على قرض أو معاش آخر فقط لعدتُ إلى تجارة الدجاج واستعنتُ بشخص في عملي”.

ميرتا نورديت، طبيبة عيون متقاعدة

هناك علاقة جد حميمة بين ميرتا نورديت وحفيدها المراهق داميان، وعندما اقترحت ميرتا – البالغة من العمر 69 عامًا – على حفيدها داميان أن تلقّنه مبادئ رقصة السالسا، فإنّه لم يتردّد قط وقبل عرضها فورًا. وتقول ميرتا – التي كانت تعمل طبيبة عيون قبل تقاعدها والتي تمارس الرقص عدة مرّات في الشهر – “أودّ أن يتعلّم أحفادي أكبر قدر ممكن من ثقافة وتقاليد بلدي الأصلي كوبا”.

وتضيف بحماس “إنّ السالسا شكل من أشكال التحرّر بالنسبة لي، فهي تعطيني الطاقة وتمنعني من الإبحار في التفكير”. وعلى الرغم من بعض المشاكل التي بدأت تعاني منها ميرتا في الظهر مؤخرًا، فإنّها تتمنى الاستمرار في الرقص لمدة طويلة في المستقبل.

المسنون في حالات الطوارئ

حالات الطوارئ في تزايد في جميع أنحاء العالم، والمسنون من أشدّ الفئات تضرّرًا منها، وقد يتضرّر المسنون بوجه خاص من انعدام الأمن، وكذلك من الأخطار الطبيعية مثل الفيضانات وحالات الجفاف والزلازل. غير أنّه يمكن لكبار السن – في غالب الأحيان – إثبات قدرتهم الكبيرة على الصمود؛ فما يمتلكونه من معرفة بمجتمعهم المحلي وما اكتسبوه من خبرة من الأحداث التي واجهوها في الماضي، وما يحظون به من احترام في أسرهم ومجتمعاتهم المحلية؛ يجعلهم من الموارد القيّمة التي يمكن الاعتماد عليها. ومن المهم بالنسبة لواضعي سياسات الرعاية الصحية والمبادئ التوجيهية ذات الصلة مراعاة احتياجات المسنين، وإشراك تلك الفئة في كلٍ من خدمات التخطيط والتنفيذ أثناء طارئة ما.

المسنون في المدن

تشيّخ السكان والتوسّع العمراني من الاتجاهات العالمية التي تطرح تحديات كبرى أمام الحكومات، ومع نموّ المدن يتزايد عدد سكانها البالغين من العمر 60 عامًا فأكثر، وتُعد الصين من البلدان الأسرع وتيرة في آسيا فيما يخص بتشيّخ السكان. ويشير تعداد السكان لعام 2010 إلى أنّ نحو 50% من سكان الصين يعيشون في المناطق الحضرية، والمجتمع الذي يهرم أفراده ويزيد فيه عدد من يعانون من الأمراض المزمنة والعجز، هو مجتمع تتقلّص فيه القوى العاملة التي عليها أن تعتني بمزيد من أصحاب المعاشات، وتدفع تكاليف الرعاية الصحية الباهظة. وقد شرعت الحكومة الصينية في التصدي لهذه المشكلات بتنفيذ برامج الوقاية من الأمراض المزمنة على الصعيد الوطني، ووضع نُظم لتوفير خدمات الرعاية للمسنين على المدى البعيد.

وتُشجّع سلطات المدن على تكييف هياكلها وخدماتها حتى تكون متاحة وشاملة للمسنين من ذوي الاحتياجات والقدرات المختلفة، وفي الصين تعكف اللجنة الوطنية المعنية بالشيخوخة على وضع برنامج لجعل المدن الصينية مناسبة أكثر للمسنين، ومن المدن الرائدة في هذا المجال بيجين وكيكيهار وشنغهاي.

زر الذهاب إلى الأعلى