النشاط البدني بعد الولادة: درع وقائي للأمهات من اكتئاب ما بعد الولادة
ممارسة الرياضة: حل بسيط وفعّال لمواجهة اكتئاب ما بعد الولادة
أكدت دراسة حديثة أن النشاط البدني المعتدل قد يلعب دوراً أكبر مما كان متوقعاً في تخفيف أعراض اكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات الجديدات. تشير النتائج إلى أن التمارين الرياضية المعتدلة لأكثر من ساعة أسبوعياً يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب السريري الشديد بنسبة تصل إلى 50%، مما يجعل الرياضة وسيلة فعّالة وغير دوائية لدعم الصحة النفسية للأمهات بعد الولادة.
الاكتئاب بعد الولادة وتأثيره
يُعد اكتئاب ما بعد الولادة شائعاً نسبياً، حيث يمكن أن يؤثر على تطور الطفل العاطفي والاجتماعي والمعرفي، بالإضافة إلى تأثيره على صحة الأم النفسية والجسدية.
وفقاً لفريق الباحثين، فإن إدخال التمارين الرياضية في الروتين اليومي للأمهات الجديدات قد يكون حلاً بسيطاً ولكنه ذو تأثير كبير على تقليل حدة الأعراض مثل القلق والاكتئاب.
تفاصيل الدراسة
شملت الدراسة تحليل بيانات 4 آلاف امرأة من 14 دولة مختلفة، حيث جُمعت المعلومات من 35 دراسة سابقة حول تأثير التمارين البدنية بعد الولادة.
النتائج الرئيسية:
- انخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب الشديد بعد الولادة بنسبة 45% بين النساء اللواتي مارسن التمارين.
- تقليل حدة الأعراض المرتبطة بالاكتئاب والقلق.
- تعزيز الصحة النفسية بشكل عام وتحسين الحالة المزاجية.
النشاط البدني: خطوات صغيرة لنتائج كبيرة
يشير الباحثون إلى أن البدء بممارسة الرياضة بعد الولادة قد يكون تحدياً بسبب المسؤوليات الجديدة والتعافي من آثار الولادة. ومع ذلك، يمكن تحقيق ذلك من خلال خطوات بسيطة مثل:
- المشي الخفيف: بداية مناسبة لاستعادة النشاط البدني.
- زيادة النشاط تدريجياً: مثل المشي السريع أو التمارين المائية.
- التمارين منخفضة التأثير: مثل ركوب الدراجة الثابتة أو تدريبات المقاومة.
تؤكد الدراسة أن الأهم هو الحفاظ على التمارين بانتظام لتحقيق الفوائد المرجوة.
لماذا تعمل الرياضة؟
- التمارين الرياضية تُحفز إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، مما يقلل من أعراض الاكتئاب.
- تحسين الدورة الدموية يعزز الطاقة والمزاج العام.
- توفير وقت للأم للاسترخاء واستعادة التوازن النفسي.
تشير هذه الدراسة إلى أن التمارين الرياضية ليست مجرد وسيلة لتحسين اللياقة البدنية، بل هي أداة فعّالة لدعم الصحة النفسية. لذا، يُنصح الأمهات الجديدات بإدخال النشاط البدني في روتينهن اليومي، ولو بخطوات بسيطة، للحد من أعراض اكتئاب ما بعد الولادة وتحقيق توازن نفسي أفضل.