الموضة السريعة: حلول كيميائية لمشكلة النفايات النسيجية العالمية
توفر الكيمياء حلاً بديلاً لإعادة تدوير الألياف المتعددة على نطاق واسع. في دراسة أجراها باحثون من جامعة ديلاوير الأميركية، تم استكشاف نهج كيميائي جديد يمكنه بفعالية فصل البوليستر والنايلون والقطن والسباندكس، وهو ما يمثل تحديًا رئيسيًا في إعادة تدوير الأقمشة المختلطة. نشرت هذه الدراسة في دورية Science Advances بتاريخ 3 يوليو 2024.
صرح الدكتور ديونيسيوس فلاشوس، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، أن التحديات الأساسية في التعامل مع نفايات المنسوجات المختلطة تعود إلى تعقيد وتنوع المواد المستخدمة، بالإضافة إلى وجود الأصباغ والمواد المضافة. أضاف فلاشوس أن الطريقة الأكثر شيوعًا في إعادة التدوير حالياً هي الميكانيكية، لكنها ليست فعالة مع الألياف المختلطة، مما يؤدي إلى تدهور جودة الألياف المعاد تدويرها.
ركزت الدراسة على تطوير طريقة كيميائية فعالة تعتمد على التحلل الحراري بمساعدة الميكروويف، مع استخدام محفز من أكسيد الزنك. تمكنت هذه العملية، التي تستغرق 15 دقيقة فقط، من تفكيك البوليستر إلى مكونات مفيدة، وكذلك تحويل ألياف السباندكس إلى مكونات تستخدم في صناعة الرغوة البلاستيكية والألياف الزجاجية.
عند اختبار هذه الطريقة على مزيج من البوليستر والقطن والسباندكس والنايلون باستخدام مذيب حمضي، تم الحفاظ على سلامة القطن والنايلون. لكن الأصباغ ومثبطات اللهب أثرت سلباً على العملية، مما يستدعي إزالتها قبل إعادة التدوير.
أشار فلاشوس إلى أن هذا النهج المبتكر يجعل إعادة تدوير نفايات المنسوجات المختلطة أسرع وأكثر فعالية، مما يعزز إنتاج مواد معاد تدويرها عالية الجودة وصناعة نسيج أكثر استدامة. وأكد أن هذه التكنولوجيا قد تكون اقتصادية وصناعية في المستقبل، ويمكن أن تساهم في تحقيق معدل تدوير عالمي للأقمشة يصل إلى 88٪.