“السفينة والربان”.. وقوة عقل المثقف السعودي

يحكي كتاب “السفينة والربان” قصة مثقف نجح في أن يثبت أن الثقافة ليست بمنأى عن عالم المال والأعمال، وأن المثقف ليس إنسانًا منكفئًا على القراءة والتأليف والتنظير وحسب، بل يلفت نظر قارئ هذه السيرة التي تحكي رحلة حياة رجل الأعمال المثقف وعضو مجلس الشورى السعودي الأسبق الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله المشيقح، كيف أن قوة عقل المثقف حين تدخل عالم المال والأعمال يمكن أن تتسبب في نقلة كبيرة غير مسبوقة، بفعل هذه العقلية النشطة القادرة على قراءة واقع قطاع المال والأعمال ورؤية الفرص الاستثمارية الكبيرة التي من شأنها التوسع وصناعة المال، يتمثل ذلك في عدد الشركات الكبير والمشروعات التي أطلقها عقل المثقف عبدالرحمن المشيقح على مدار رحلته في عالم المال والأعمال والتي توجت بشركة عائلية كبيرة تتشارك أجيال أسرته مسؤولياتها، وتتعاظم فعالية هذه العقلية حين تسخر نفسها لخدمة الأهداف الوطنية الكبرى وتتوافق مع المقررات والتوجهات الوطنية، فتتوجه نحو المشروعات التي تحتاج إليها بلادها، فنجد توجهات الاستثمارات التي باشرها تتركز بين التعليم والاستثمار الزراعي، حتى الاستثمار الصناعي ركز على المنتجات التي تسهم في تعزيز المشروعات الزراعية الحديثة المتطورة، وهو في هذا لم يكتف بالمنافسة محليًا، بل جعل من علامة شركته هو وعائلته، منافسًا عالميًا حاضرًا في عشرات الأسواق العالمية، ولاسيما الغربية منها.
وفوق هذا كله تُتَوَّج مسيرة الدكتور عبدالرحمن المشيقح بعضوية مجلس الشورى، تقديرًا من قيادة المملكة العربية السعودية، لمسيرة مثقف وطني مخلص، بدأ رحلته مبكرًا بين الكتب، في زمن قديم كان الكتاب فيه عملة نادرة، فنهل من جميع المشارب والعلوم، على التوازي مع تفوقه دراسيًا، وبعد رحلة عطاء في قيادة المنشآت التعليمية، توجه في رحلة كبيرة إلى قطاع الاستثمار، شهدت قائمة منجزات حافلة، أقام صروحها ثم تركها بين أيادي قيادات العائلة الشابة، ثم ذهب ليسهم في صناعة قرار بلاده الاقتصادي والتنموي مع زملائه وأقرانه في مجلس الشورى، ثم عاد إلى مكانه المفضل في مجلسه الثقافي الكبير الشهير، إحدى أكبر الوجهات الثقافية في المملكة، وبين جدران مكتبته الكبيرة، ذلك الصراح الثقافي الذي أراد أن يحقق فيه شغفه القديم بالكتاب، رفيق دربه، وشريك رحلته، حتى يضمن يجعل بين يدي مثقفي بلاده ومتعلميها ثروة معرفية كبيرة، تسهم في بناء مزيد من العقول التي تسهم في بناء حضارة وطنها، وتدفع عجلة تنميته إلى الأمام.
الكتاب من إصدارات مركز العالم للتوثيق التنموي الإنساني، في طبعتين؛ عربية وإنجليزية؛ حتى يتمكن القراء باللغة الإنجليزية حول العالم، من الاطلاع على واحدة من أكثر السير الإنسانية السعودية ثراء، في توجه من مركز العالم لتقديم وجه المملكة الآخر وثروتها الحقيقية التي لا تعرف شعوب العالم كثيرًا عنها، إنسان المملكة، الإنسان السعودي، والعقل السعودي، أهم ثرواتنا ومنجزاتنا على السواء.