الدمج والإعاقة

“الراقص بالعكاز”.. محمود عبد العظيم يقهر الإعاقة ويؤسس كرة القدم للمبتورين بمصر

تعرض محمود عبد العظيم (31 عاما) في عمر 6 سنوات لحادث خضع على إثره لتسع عمليات جراحية وانتهت ببتر قدمه، وحاول بعد ذلك العمل في أكثر من مهنة منذ الصغر، حيث كان يمتهن مهنة الحدادة وكذلك بيع الملابس، وبعد التخرج عمل في مجال المحاماة, حيث تخرج من كلية الحقوق جامعة عين شمس.

انتشرت صورة شهيرة لمحمود وهو يرقص بالعكاز فرحاً بتأهل منتخب مصر لكأس العالم لكرة القدم (عام 2018) بعد غياب 28 عاماً، وقد نزلت الصورة على موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.

بعد فقدانه لقدمه اليمنى بدأ محمود ممارسة كرة القدم بالعكازين في الشارع والمدرسة وكان حريص على مشاهدة مباريات النادي الأهلي ومنتخب مصر في الملاعب ثم ذهب لأحد النوادي الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، وهناك التقى بالأب الروحي له وهو الكابتن “خالد حسن” الذي يعد أول سباح في العالم من ذوي الإعاقة يعبر بحر المنش.

لم يكن الحادث الأليم الذي تعرض له “محمود عبد العظيم” المعروف إعلامياً “بالراقص بالعكاز” سبباً في فقدان أمله في أن يصبح لاعب كرة قدم. الحادث كان دافعاً له ليتحدى إعاقته وينجح في إدخال رياضة كرة القدم للمبتورين إلى مصر بعد أن بات يمارسها على مستوى احترافي.

أبلغ محمود الكابتن خالد حسن برغبته في لعب كرة القدم، فخيره بين رياضات أخرى بسبب عدم توفر كرة القدم للحالات الخاصة – حينئذ- في بالنادي.

يقول محمود :” كنت أهرب من تمارين السباحة وأذهب لمشاهدة مباريات كرة القدم حتى رآني مدرب الفريق بهذا النادي وكان يدعى أسامة حسن، وسمح لي بالتدريب مع الفريق لمدة 3 سنوات دون المشاركة في المباريات الرسمية”.

وفيما بعد علم محمود أن “كرة القدم للمبتورين رياضة رسمية تمارس في العالم ولها بطولة لكأس العالم وكأس الأمم الإفريقية وكذلك كأس الأمم الأوروبية ودوري أبطال أوروبا لكن هذه الرياضة لم تدخل مصر، مما دفعني للعمل على تأسيس اللعبة في مصر”.

تأسيس كرة القدم للمبتورين

أسس محمود عبد العظيم كرة القدم للمبتورين في مصر بداية من مركز شباب السلام، وبحضور وسائل الإعلام، ومن هذا المركز جاءه عرض للاحتراف في الدوري التركي لكرة القدم للمبتورين، ليصبح أول محترف مصري في كرة القدم من ذوي الاحتياجات الخاصة.

حلم البطولات

ويؤكد محمود عبد العظيم ان حلمه هو الحصول مع منتخب مصر على كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم للمبتورين في تنزانيا ثم الحصول على كأس العالم.

يرى محمود أن رياضة كرة القدم للمبتورين سيكون لها مستقبل كبير في مصر بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة لا سيما وأن كرة القدم هي اللعبة الأشهر في العالم وسيرغب الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة في ممارستها.

زر الذهاب إلى الأعلى