علوم وتكنولوجيا

الأجهزة الذكية تُعيد تعريف الصحة: تقنيات حديثة تواجه الجدل حول الموثوقية

الأجهزة الذكية تدخل المجال الصحي بقوة ولكن… هل نثق بها؟

لم تعد الأجهزة الذكية مقتصرة على عدّ الخطوات أو مراقبة معدل ضربات القلب، بل أصبحت قادرة على اكتشاف انقطاع التنفس أثناء النوم، قياس ضغط الدم دون أساور، وحتى التنبيه إلى عدم انتظام ضربات القلب. ومع ذلك، يظل السؤال الأهم: هل هذه البيانات دقيقة بما يكفي؟

صعود كبير في سوق الأجهزة الصحية الذكية

منذ إطلاق ساعات “أبل واتش” قبل عشر سنوات، نمت سوق الأجهزة القابلة للارتداء بوتيرة متسارعة، مع توقعات بأن تصل قيمتها العالمية إلى 100 مليار دولار بحلول نهاية العقد.

وتقود شركات مثل “مايندميكس” و**”ديكسكوم”** الابتكار، حيث طرحت الأولى تقنية “كورتيسنس” لتحليل نشاط القلب بالكامل باستخدام سماعات الأذن، بينما أطلقت الثانية لصقة ذكية “ستيلو” تقيس مستويات الغلوكوز مباشرة دون وصفة طبية.

ثورة وقائية أم تحديات علمية؟

رغم الإقبال المتزايد على هذه الأجهزة، يثير الخبراء تساؤلات حول دقة البيانات التي توفرها. فوفقًا لـديانا زاكرمان، رئيسة المركز الوطني للبحوث الطبية:

“الأجهزة الذكية لا تخضع لاختبارات صارمة مثل الأدوية، مما يجعل الاعتماد على بياناتها موضع نقاش”.

حتى الآن، اعترف باحثون بفعالية بعض الأجهزة، مثل منتجات “ديكسكوم” في قياس مستويات الغلوكوز. ومع ذلك، تبقى تقنيات قياس ضغط الدم دون الكفّة التقليدية مجرد أداة تقريبية، بحسب تامي برايدي، المتخصصة في ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال.

هل نحن أمام مستقبل أكثر ذكاءً؟

مع تطوير معايير جديدة مثل “ISO” لاختبار موثوقية الأجهزة الذكية، يأمل الخبراء أن تتحسن دقة هذه الأدوات، ما سيمكنها من لعب دور رئيسي في تعزيز الصحة العامة. لكن حتى ذلك الحين، تبقى الأجهزة الذكية مكملةً للطب التقليدي، وليس بديلاً عنه.

زر الذهاب إلى الأعلى