ابتكره رجل ألماني أثناء الحرب العالمية الثانية.. “فانتا”.. المشروب الذي اخترعته الحاجة!
الفانتا، مشروب غازي بطعم البرتقال من شركة كوكاكولا، صاحبة الاسم التجاري له، وهو يُنتج بإجازة من شركة كوكاكولا في كثير من دول العالم من قبل شركات مختلفة.
ابتُكر شراب “الفانتا” خلال الحرب العالمية الثانية في ألمانيا النازية من شركة كوكاكولا الألمانية. فمن المعلوم تاريخيا أن أول ظهور للمشروب العالمي “فانتا” كان قد حصل بألمانيا النازية خلال فترة الحرب العالمية الثانية
وخلال فترة الحرب العالمية الثانية فرض على ألمانيا نوع من الحظر الإقتصادي من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، وأثناء تلك الفترة كان لشركة ” كوكا كولا ” فرع في ألمانيا النازية.
وعقب فرض هذا الحظر الاقتصادي، تم حظر حول تصدير السلع نحو ألمانيا، واضطر رئيس فرع كوكا كولا بألمانيا “ماكس كايث ” إلى ابتكار مشروب جديد من أجل تسويقه، حتى يتم تجنب غلق فرع كوكاكولا بألمانيا وتسريح العمال، ومن هنا جاءت فكرة اختراع مشروب “فانتا”، وقد تم ترويج هذا المنتوج الذي اختلف نوعاً ما في تركيبته عن منتج “كوكا كولا” وقد لقي منتج “فانتا” رواجاً كبيراً في ألمانيا .
تخلت “كوكاكولا” عن إنتاج مشروب “فانتا” عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، قبل أن تعود رسميا لإنتاجه مرة أخرى سنة 1955 بعد زيادة المنافسة في السوق العالمية من قبل المشروب الغازي “بيبسي”.
التاريخ السري لـ “كوكاكولا”
في كتابه “من أجل الرب والوطن وكوكاكولا” يتحدث الكاتب مارك بيندرجراست عن “التاريخ غير المصرح به للمشروب الغازي الأمريكي العظيم والشركة التي تصنعه”.
ويحكي المؤلف قصة الصعود الكبير لـ “كوكا كولا”، عندما تم انتخاب روبرت وودروف رئيسًا للشركة في عام 1923، وكان حلمه الكبير هو تطوير العلامة التجارية وسمعتها العالمية.
ويضيف “أن الشركة أنشأت إدارة للشؤون الخارجية بعد وقوع حوادث تسمم سببها المشروب خارج أمريكا، وعملت على إنشاء مصانع تابعة لها في أكثر من 27 دولة، مما جعل منها ظاهرة عالمية”.
انتشرت فروع شركة “كوكاكولا” في جميع أنحاء أوروبا، ووصلت إلى ألمانيا أيضا. وتم تعيين المهاجر الأمريكي “راي ريفينجتون باورز” لرئاسة الفرع الألماني، الذي اعتمد خلال توليه زمام أمور الشركة استراتيجية تسويقية جعلتها المشروب الأول في ألمانيا.
وفي عام 1933، وصل الزعيم النازي أدولف هتلر إلى السلطة، وعاشت الشركة في ذلك العهد حقبة جديدة. وبدأت التغييرات، بتعيين الألماني “ماكس كيت” على رأس الشركة.
الحاجة تولد مشروبا رائعاً!
بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وتوقف مد الفرع الألماني خلالها بالمواد الأساسية لصنع مشروب “كوكا كولا”، تم اختراع مشروب “فانتا” من مصل اللبن والتفاح في البداية.
ويضيف المصدر ذاته أن فولفجانج شتليج، المدير الألماني لفرع الشركة في تلك الفترة، قرر عدم الاستسلام، ونظم مسابقة بين موظفيه داعيا إياهم إلى إطلاق العنان لمخيلتهم لتطوير مشروب جديد. ولأن كلمة “مخيلة” في اللغة الألمانية هي “فانتازي” (Fantasie) تم في نهاية المسابقة إطلاق الجزء الأول من الكلمة “فانتا” على المشروب الجديد، الذي ظهر لأول مرة في مدينة إيسن عام 1940.
ويذكر موقع شركة “كوكا كولا”، الشركة الأم التي تتبعها “فانتا”، أنه تم صنع المشروب في البداية من مكونات بسيطة وسهلة التوفر خلال سنوات الحرب. وتم خلط المنتجات وفقاً لما توفر من بقايا الطعام، خاصة بقايا التفاح، أو أي فاكهة أخرى.
ومرت العلامة التجارية “فانتا” بتطورات عديدة منذ الحرب العالمية الثانية إلى اليوم، وتنتشر فروعها عبر العالم، وتطور نكهات خاصة بكل بلد، فمثلا هناك فانتا بطعم البرتقال وفانتا بطعم الليمون أو التفاح، ومذاقات أخرى بطعم فواكه أخرى. وهذا ما يميز الشركة عن غيرها من باقي المشروبات الغازية الشهيرة، بحسب ما يرى موقع “بيزنيس إنسايدر”.
وتختلف أطعمة “فانتا” من بلد لآخر، فعلى سبيل المثال يختلف مشروب “فانتا برتقال” الذي يطرح فى تركيا عن نظيره المعروض في بريطانيا.
ونشر “مخبر الأغذية” الذي يدرس سعر ووزن ومحتوى الأطعمة ويشارك الانتهاكات التي اكتشفها مع المستهلكين، مقالاً تحت عنوان: “ما الذي ينقصنا. مقارنة بين مشروب فانتا في تركيا وبريطانيا”، قارن فيه بين المنتج النهائي لمشروب فانتا في تركيا ونظيره في بريطانيا.
وبدأ المقال بأن مشروب فانتا يباع في تركيا تحت شعار: “ستجعلك تعيش”، بينما في بريطانيا تحت شعار: “أفضل مذاق فانتا على الإطلاق” أو “أفضل مذاق فانتا حتى اللحظة”.
وأوضح المقال أن نسبة عصير البرتقال في الفانتا الموجودة في تركيا 3%، بينما في بريطانيا تصل إلى 5%، وأن الفانتا في تركيا بها 12 قطعة سكر بينما نفس المنتج الذي يزن 15.2 جرام في بريطانيا به 7 قطع سكر فقط.