الاضطراباتالدمج والإعاقة

التأتأة لدى الأطفال: كيف نساعد الطفل على تجاوزها طبياً ونفسياً

التأتأة، المعروفة أيضًا بالتلعثم، هي اضطراب في الطلاقة الكلامية يؤثر على قدرة الطفل على الكلام بسلاسة. غالبًا ما يظهر هذا الاضطراب في سنوات الطفولة المبكرة ويؤثر على تواصل الطفل مع الآخرين وثقته بنفسه. قد تكون التأتأة مشكلة مؤقتة لدى بعض الأطفال، بينما قد تستمر لدى آخرين وتتطلب تدخلًا طبيًا ونفسيًا. لفهم كيفية التعامل مع التأتأة، نحتاج أولاً إلى استكشاف الأسباب المحتملة ثم البحث عن الاستراتيجيات الطبية والنفسية التي تساعد الطفل على التغلب عليها.

أسباب التأتأة:

1. الأسباب الوراثية:

تُشير الأبحاث إلى أن هناك عوامل وراثية قد تلعب دورًا في التأتأة. إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من التأتأة، فإن احتمال انتقال هذه الحالة إلى الطفل يكون أعلى. تشير بعض الدراسات إلى وجود جينات معينة مرتبطة بالتأتأة.

2. الأسباب البيئية:

يمكن أن تلعب البيئة المحيطة بالطفل دورًا في تطوير التأتأة. الضغط الاجتماعي أو العائلي، خاصة في المواقف التي يشعر فيها الطفل بالخجل أو التوتر، قد يزيد من حدة التأتأة. قد يكون أيضًا تعريض الطفل لضغوط نفسية متزايدة سببًا في ظهور أو تفاقم هذه الحالة.

3. الأسباب التنموية:

في بعض الأحيان، قد يرتبط التلعثم بتأخر في تطوير المهارات اللغوية أو الحركية. هذا التأخر يمكن أن يجعل من الصعب على الطفل تشكيل الكلمات والنطق بسلاسة. الأطفال الذين يواجهون صعوبة في ترتيب أفكارهم قد يعانون من التلعثم عندما يحاولون التعبير عنها.

4. الأسباب العصبية:

هناك أدلة تشير إلى أن التأتأة قد تنجم عن اضطراب في الاتصال بين الدماغ والأجزاء المسؤولة عن إنتاج الكلام. بعض العلماء يعتقدون أن التأتأة قد تكون نتيجة لخلل في التحكم الحركي للحديث.

كيفية مساعدة الطفل طبيًا ونفسيًا:

1. العلاج الطبي:

يشمل العلاج الطبي التوجه إلى أخصائي النطق واللغة الذي يمكنه تقييم درجة التأتأة لدى الطفل وتصميم برنامج علاجي مناسب. تتضمن تقنيات العلاج الطبي:

  • علاج النطق واللغة: يعمل أخصائي النطق على تدريب الطفل على تحسين تدفق الكلام من خلال تمارين التنفس وتدريبات على النطق البطيء والمراقب.
  • الأدوية: في بعض الحالات النادرة، قد يوصي الطبيب بأدوية لتحسين الطلاقة الكلامية، ولكن هذا الخيار لا يُعتبر الخيار الأول وغالبًا ما يتم اللجوء إليه في الحالات الشديدة.

2. الدعم النفسي:

التأتأة يمكن أن تؤثر على ثقة الطفل بنفسه وتجعله يشعر بالخجل أو الانطواء. لذلك، يُعتبر الدعم النفسي جزءًا مهمًا من العلاج. من طرق الدعم النفسي:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد الطفل على التغلب على الأفكار السلبية المرتبطة بالتحدث في الأماكن العامة أو أمام الآخرين، مما يقلل من القلق الذي قد يزيد من التأتأة.
  • دعم الأهل: توفير بيئة منزلية مريحة وهادئة بعيدًا عن التوتر والضغط يُعتبر أمرًا أساسيًا. من المهم أن يحرص الوالدان على عدم مقاطعة الطفل أثناء الكلام أو محاولة تصحيح أخطائه باستمرار.

3. التعامل الاجتماعي:

تشجيع الطفل على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية والمشاركة في الألعاب الجماعية يساعد في تحسين ثقته بنفسه وتخطي الشعور بالخجل. التعامل الطبيعي مع التأتأة دون جعلها محور الحديث يمكن أن يساعد في تقليل حدة المشكلة.

التأتأة ليست نهاية المطاف، والعديد من الأطفال الذين يعانون منها يحققون تقدمًا كبيرًا عند تلقي الدعم المناسب. بفضل العلاجات المتنوعة الطبية والنفسية، يمكن للأطفال تحسين طلاقة كلامهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم. الأهم هو تقديم الحب والدعم اللازمين للطفل دون التركيز المفرط على مشكلة التأتأة.

زر الذهاب إلى الأعلى